الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          فصل : وإن حلف لا يأكل شيئا ، فأكله مستهلكا في غيره ، مثل إن حلف لا يأكل لبنا ، فأكل زبدا ، أو لا يأكل سمنا ، فأكل خبيصا فيه سمن لا يظهر فيه طعمه ، أو لا يأكل بيضا ، فأكل ناطفا ، أو لا يأكل شحما ، فأكل اللحم الأحمر ، أو لا يأكل شعيرا ، فأكل حنطة فيها حبات شعير ، لم يحنث . وإن ظهر طعم السمن ، أو طعم شيء من المحلوف عليه ، حنث ، وقال الخرقي : يحنث بأكل اللحم الأحمر وحده ، وقال غيره : يحنث بأكل حنطة فيها حبات شعير . .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          فصل

                                                                                                                          ( وإن حلف لا يأكل شيئا ، فأكله مستهلكا في غيره ، مثل إن حلف لا يأكل لبنا ، فأكل زبدا ، أو لا يأكل سمنا ، فأكل خبيصا فيه سمن لا يظهر فيه طعمه ، أو لا يأكل بيضا ، فأكل ناطفا ، أو لا يأكل شحما ، فأكل اللحم الأحمر ، أو لا يأكل شعيرا ، فأكل حنطة فيها حبات شعير ، لم يحنث ) قدمه في المستوعب و [ ص: 313 ] الكافي في اللحم الأحمر ، وصححه المؤلف ، وجزم به في الوجيز ، لأن المستهلك لا يقع عليه اسم الذي حلف عليه ، فلم يحنث بأكل المستهلك فيه ، كما لو حلف لا يأكل رطبا ، فأكل تمرا ، ولأن المستهلك في الشيء يصير وجوده كعدمه ، والظاهر من الحالف على ذلك أنه إنما حلف لمعنى عليه ، وإذا كان كذلك تعين عدم الحنث ، لانتفاء المعنى المحلوف من أجله ( وإن ظهر طعم السمن ، أو طعم شيء من المحلوف عليه ، حنث ) كما لو أكل ذلك منفردا ، وكحلفه على اللبن ، فإنه يحنث بمسماه ، ولو من صيد وآدمية ( وقال الخرقي : يحنث بأكل اللحم الأحمر وحده ) لأنه لا يكاد يخلو من شحم فيحنث به وإن قل ، لأنه يظهر في الطبيخ ، فيبين على وجه المرق ، والجواب : من حلف لا يأكل سمنا ، فأكل خبيصا فيه سمن لا يظهر طعمه ، ولا لونه ، لأن هذا قد يظهر الدهن فيه ( وقال غيره : يحنث بأكل حنطة فيها حبات شعير ) لأن الشعير يمكن تمييزه بتركه فيه ، وأكله له أكل لما منع نفسه من أكله مع القدرة عليه ، أشبه ما لو أكل منفردا ، وفي الترغيب : إن طحنه لم يحنث ، وإلا حنث في الأصح ، والمذهب الأول ، فلو حلف : لا يأكل حنطة ، فأكلها خبزا أو طحينا حنث ، لأن الحنطة لا تؤكل حبا عادة ، فانصرفت يمينه إلى أكلها في جميع أحوالها .

                                                                                                                          مسألة : إذا حلف لا يأكل في هذه القرية ، فأكل فيها ، أو في حد من حدودها ، حنث ، ذكره في المستوعب ، قال أحمد فيمن حلف لا يدخل هذه القرية ، فأوى إلى ناحية منها ، مما هو في حدها ، حنث ، لأن الناحية والحد من جملة القرية ، ذكره القاضي .




                                                                                                                          الخدمات العلمية