الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا [22]

                                                                                                                                                                                                                                        (الظالمين) نصب بترى و(مشفقين) نصب على الحال ، والتقدير : من عقاب ما كسبوا . قال جل وعز (وهو واقع بهم) أي العقاب والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات قال مجاهد : الروضة المكان المونق الحسن . وحكى بعض أهل اللغة أنها لا تكون إلا في موضع مرتفع كان أحسن لها وأشد ، وإذا كانت خشنة ولم تكن رخوة كان [ ص: 79 ] ثمرها أحسن وألذ ، كما قال جل وعز كمثل جنة بربوة أي مرتفعة . قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هطل



                                                                                                                                                                                                                                        فوصف أنها من رياض الحزن ، والحزن : ما غلظ من الأرض ، ويقال : الحزم بالميم لما ذكرناه . ذلك هو الفضل الكبير أي ذلك الذي تقدم ذكره للذين آمنوا . و"ذلك" في موضع رفع بالابتداء و"هو" ابتداء ثان ، ويجوز أن يكون زائدا بمعنى التوكيد "الفضل" الخبر و"الكبير" من نعته .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية