الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3620 ) فصل : فإن اشترك رجلان ، لكل واحد منهما دابة ، على أن يؤجراهما ، فما رزقهما الله من شيء فهو بينهما ، صح . فإذا تقبلا حمل شيء معلوم إلى مكان معلوم في ذمتهما ، ثم حملاه على البهيمين أو غيرهما ، صح ، والأجرة بينهما على ما شرطاه ; لأن تقبلهما الحمل أثبت الضمان ، في ذمتهما ، ولهما أن يحملاه بأي ظهر كان ، والشركة تنعقد على الضمان ، كشركة الوجوه .

                                                                                                                                            وإن أجراهما بأعيانهما على حمل شيء بأجرة معلومة ، لم تصح الشركة ، ولكل واحد منهما أجر دابته ; لأنه لم يجب ضمان الحمل في ذممهما ، وإنما استحق المكتري منفعة البهيمة التي استأجرها ، ولهذا تنفسخ الإجارة بموت الدابة التي اكتراها ، ولأن الشركة إما أن تنعقد على الضمان في ذممهما ، أو على عملهما . وليس هذا بواحد منهما ، فإنه لم يثبت في ذممهما ضمان ، ولا عملا بأبدانهما ما يجب الأجر في مقابلته ، ولأن الشركة تتضمن الوكالة ، والوكالة على هذا الوجه لا تصح ، ولهذا لو قال : آجره عبدك ، وتكون أجرته بيني وبينك .

                                                                                                                                            لم تصح . كما لو قال : بع عبدك وثمنه بيننا . لم يصح . ويحتمل أن تصح الشركة ، كما لو اشتركا فيما يكتسبان من المباح بأبدانهما . فإن أعان أحدهما صاحبه في التحميل والنقل ، كان له أجر مثله ; لأنها منافع وفاها بشبهة عقد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية