الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب القاف مع الزاي )

                                                          ( قزح ) ( هـ ) فيه : لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح من أسماء الشياطين قيل : سمي به لتسويله للناس وتحسينه إليهم المعاصي ، من التقزيح : وهو التحسين ، وقيل : من القزح ، وهي الطرائق والألوان التي في القوس ، الواحدة : قزحة ، أو من قزح الشيء إذا ارتفع ، كأنه كره [ ص: 58 ] ما كانوا عليه من عادات الجاهلية و ( كأنه أحب ) أن يقال قوس الله ، فيرفع قدرها ، كما يقال : بيت الله ، وقالوا : قوس الله أمان من الغرق . ( س ) وفي حديث أبي بكر : " أنه أتي على قزح وهو يخرش بعيره بمحجنه " هو القرن الذي يقف عنده الإمام بالمزدلفة . ولا ينصرف للعدل والعلمية كعمر ، وكذلك قوس قزح ، إلا من جعل قزح من الطرائق والألوان فهو جمع قزحة .

                                                          ( هـ ) وفيه : " إن الله ضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلا ، وضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلا ، وإن قزحه وملحه " أي : توبله ، من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر ، كالكمون والكزبرة ونحو ذلك ، يقال : قزحت القدر إذا تركت فيها الأبازير .

                                                          والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن عباس : " كره أن يصلي الرجل إلى الشجرة المقزحة " . هي التي تشعبت شعبا كثيرة ، وقد تقزح الشجر والنبات .

                                                          وقيل : هي شجرة على صورة التين ، لها أغصان قصار في رءوسها مثل برثن الكلب .

                                                          وقيل : أراد بها كل شجرة قزحت الكلاب والسباع بأبوالها عليها . يقال : قزح الكلب ببوله : إذا رفع إحدى رجليه وبال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية