الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 294 ] فصل ( في التلاوة عند المصائب لتسكينها ) .

من المعلوم أنه يشرع في أوقات الشدائد والمصائب قراءة شيء يسكنها بذكر ما جرى على الأئمة . ليتأسى بهم صاحب المصيبة وما وعد الله الصابرين من الأجر والثواب الجزيل . فأما قراءة شيء يهيج الحزن ويحمل على الجزع فينبغي أن يكره .

وفي كلام ابن عقيل ما يقتضي ذلك فإنه رحمه الله لما توفي ابنه عقيل سنة عشر وخمسمائة وعمره سبع وعشرون سنة وكان تفقه وناظر في الأصول والفروع وظهر منه أشياء تدل على دينه وخيره حزن عليه وصبر صبرا جميلا فلما دفن جعل يتشكر للناس فقرأ قارئ { يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين } فبكى ابن عقيل وبكى الناس وضج الموضع بالبكاء فقال ابن عقيل للقارئ يا هذا : إن كان يهيج الحزن فهو نياحة ، والقرآن لم ينزل للنوح بل لتسكين الأحزان .

التالي السابق


الخدمات العلمية