الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ومن قال لأمته التي يحل له نكاحها إذا أي وقت القول ( لو كانت حرة ) لتدخل الكتابية وتخرج المجوسية والوثنية والمعتدة لعدم حل كل منهن له ( من ) بيان لأمته ( قن أو مدبرة أو مكاتبة أو معلق عتقها بصفة أو أم ولده : أعتقتك وجعلت عتقك صداقك أو جعلت عتق أمتي صداقها أو ) قال : جعلت ( صداق أمتي عتقها ) أو قال : قد أعتقتها وجعلت عتقها صداقها أو قال ( أعتقتها على أن عتقها صداقها أو ) قال ( أعتقتك على أن أتزوجك وعتقي ) صداقك ( أو عتقك صداقك صح ) العتق والنكاح في هذه الصور كلها ( وإن لم يقل : وتزوجتك أو ) لم يقل ( تزوجتها ) لتضمن قوله وجعلت عتقها ونحوه صداقها ذلك والأصل فيه حديث أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها } رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي .

                                                                          وعن صفية قالت : { أعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل عتقي صداقي } رواه الأثرم ، وله بإسناده عن علي أنه كان يقول : إذا أعتق الرجل أم ولده فجعل عتقها صداقها فلا بأس بذلك ولأن العتق يجب تقديمه على النكاح ليصح وقد شرطه صداقا فتتوقف صحة العتق على صحة النكاح ، ليكون العتق صداقا فيه وقد ثبت العتق فصح النكاح ، وكذا لو قال : أعتقتها وتزوجتها على ألف [ ص: 647 ] ونحوه ( إن كان ) الكلام ( متصلا ) ولو حكما وكان ( بحضرة شاهدين ) عدلين فإن قال أعتقتك وسكت سكوتا يمكنه الكلام فيه ، أو تكلم بأجنبي ثم قال : وجعلت عتقك صداقك ونحوه لم يصح النكاح لصيرورتها بالعتق حرة فيحتاج أن يتزوجها برضاها بصداق جديد ، وكذا إن كان لا بحضرة شاهدين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل } ذكره أحمد في رواية ابنه عبد الله

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية