الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله (تعالى): فبما رحمة من الله لنت لهم ؛ قيل: إن "ما" ههنا صلة؛ معناه: فبرحمة من الله؛ روي ذلك عن قتادة ؛ كما قال: عما قليل ليصبحن نادمين ؛ وقوله (تعالى): فبما نقضهم ميثاقهم ؛ واتفق أهل اللغة على ذلك؛ وقالوا: معناها التأكيد؛ وحسن النظم؛ كما قال الأعشى:


فاذهبي ما إليك أدركني الحلـ ... ـم عداني عن هيجكم إشفاقي



[ ص: 329 ] وفي ذلك دليل على بطلان قول من نفى أن يكون في القرآن مجاز ; لأن ذكر "ما" ههنا مجاز؛ وإسقاطها لا يغير المعنى.

قوله (تعالى): ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ؛ يدل على وجوب استعمال اللين والرفق؛ وترك الفظاظة والغلظة في الدعاء إلى الله (تعالى )؛ كما قال (تعالى): ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ؛ وقوله (تعالى) لموسى وهارون: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى .

التالي السابق


الخدمات العلمية