الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 160 ] إلا عباد الله المخلصين .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا عباد الله المخلصين استثناء من ( المحضرين )، الذين هم الجنة، متصل على القول الأول، أي: المؤمنين منهم، ومنقطع على الثاني، أو استثناء منقطع من ( واو) يصفون. هذا وبقي وجه في الآية لم يذكروه، وهو أن يراد بالنسب المناسبة، والمشاكلة في العبادة، ويراد بالجنة الملائكة، ويكون المراد من الآية الإخبار عمن عبد الملائكة من العرب وجعلوهم ندا ومثلا له تعالى، وحكاية لضلال آخر لهم، غير ضلال دعواهم، أنهم بنات الله سبحانه، من عبادتهم لهم، مع أنهم عليهم السلام يعلمون أن هؤلاء الضالين محضرون في العذاب. والآية في هذا كآية: ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون وكان السياق من هنا إلى آخر، كالسياق في طليعة السورة، كله في تقرير عبودية الملائكة له تعالى، وكونها من مخلوقاته الصافة لعبادته ، فأنى تستحق الربوبية؟ والله أعلم. وقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية