الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصيام باب ما جاء في فضل الصيام
1638 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=678141قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ما شاء الله يقول الله nindex.php?page=treesubj&link=32960_2333_28847_30497_28785إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
قوله : ( كل عمل ابن آدم ) والمراد به الحسنات ولذا وضع الحسنة في الخير موضع الضمير الراجع إلى المبتدأ تنبيها على ذلك ( nindex.php?page=treesubj&link=2333فإنه لي وأنا أجزي به ) قد ذكروا له معاني لكن الموافق للأحاديث أنه كناية عن تعظيم جزائه وأنه لا حد له وهذا هو الذي تفيد المقابلة بما قبله في هذا الحديث وهو الموافق لقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظم لا نهاية لعظمته ولا حد لها وأن ذلك العظم هو المتولي لجزائه مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حد له ويمكن أن يقال على هذا معنى قوله لي أنا المنفرد به بعلم مقدم ثوابه وتضعيفه وبه تظهر المقابلة بينه وبين ما جاء في بعض الأحاديث من قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=756645كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي أي كل عمل له باختيار أنه عالم بجزائه ومقدار تضعيفه إجمالا لما بين الله تعالى فيه إلا الصوم فإنه الصبر الذي ما حد لجزائه حدا بل قال nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ويحتمل أن يقال معنى قوله كل عمل ابن آدم له إلخ جميع أعمال ابن آدم من باب العبودية تعد له مناسبة لحاله بخلاف الصبر فإنه من باب التنزه عن الأكل والشرب والاستغناء عن ذلك فيكون من باب التخلق بأخلاق الرب تبارك وتعالى وأما الحديث فيحتاج على هذا المعنى إلى تقدير بأن يقال كل عمل ابن آدم جزاؤه محدود لأنه له أي على قدره إلا الصوم فإنه لي فجزاؤه غير محصور بل أنا المتولي لجزائه على قدري قوله ( يدع شهوته وطعامه من أجلي ) تعليل لاختصاصه بعدم الجزاء (عند فطره ) أي يفرح حينئذ طبعا وإن لم يأكل لما في طبع النفس من محبة الإرسال وكراهة التقتير قيل يحتمل أن هذه هي [ ص: 502 ] فرحة النفس بالأكل والشرب ويحتمل أنها فرحها بالتوفيق لإتمام الصوم والخروج عن العهدة قوله ( عند لقاء ربه ) أي ثوابه على الصوم (لخلوف ) بضم المعجمة واللام وسكون الواو وهو المشهور وجوز بعضهم فتحها وقيل هو خطأ أي تغير رائحة الفم أطيب إلخ أي صاحبه عند الله أطيب وأكثر قبولا ووجاهة وأزيد قربا منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم وهو تعالى أكثر إقبالا عليه بسببه من إقبالكم على صاحب المسك بسببه
قوله : ( كل عمل ابن آدم ) والمراد به الحسنات ولذا وضع الحسنة في الخير موضع الضمير الراجع إلى المبتدأ تنبيها على ذلك ( nindex.php?page=treesubj&link=2333فإنه لي وأنا أجزي به ) قد ذكروا له معاني لكن الموافق للأحاديث أنه كناية عن تعظيم جزائه وأنه لا حد له وهذا هو الذي تفيد المقابلة بما قبله في هذا الحديث وهو الموافق لقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظم لا نهاية لعظمته ولا حد لها وأن ذلك العظم هو المتولي لجزائه مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حد له ويمكن أن يقال على هذا معنى قوله لي أنا المنفرد به بعلم مقدم ثوابه وتضعيفه وبه تظهر المقابلة بينه وبين ما جاء في بعض الأحاديث من قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=756645كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي أي كل عمل له باختيار أنه عالم بجزائه ومقدار تضعيفه إجمالا لما بين الله تعالى فيه إلا الصوم فإنه الصبر الذي ما حد لجزائه حدا بل قال nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ويحتمل أن يقال معنى قوله كل عمل ابن آدم له إلخ جميع أعمال ابن آدم من باب العبودية تعد له مناسبة لحاله بخلاف الصبر فإنه من باب التنزه عن الأكل والشرب والاستغناء عن ذلك فيكون من باب التخلق بأخلاق الرب تبارك وتعالى وأما الحديث فيحتاج على هذا المعنى إلى تقدير بأن يقال كل عمل ابن آدم جزاؤه محدود لأنه له أي على قدره إلا الصوم فإنه لي فجزاؤه غير محصور بل أنا المتولي لجزائه على قدري قوله ( يدع شهوته وطعامه من أجلي ) تعليل لاختصاصه بعدم الجزاء (عند فطره ) أي يفرح حينئذ طبعا وإن لم يأكل لما في طبع النفس من محبة الإرسال وكراهة التقتير قيل يحتمل أن هذه هي [ ص: 502 ] فرحة النفس بالأكل والشرب ويحتمل أنها فرحها بالتوفيق لإتمام الصوم والخروج عن العهدة قوله ( عند لقاء ربه ) أي ثوابه على الصوم (لخلوف ) بضم المعجمة واللام وسكون الواو وهو المشهور وجوز بعضهم فتحها وقيل هو خطأ أي تغير رائحة الفم أطيب إلخ أي صاحبه عند الله أطيب وأكثر قبولا ووجاهة وأزيد قربا منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم وهو تعالى أكثر إقبالا عليه بسببه من إقبالكم على صاحب المسك بسببه