الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 31 ] سورة "الحجرات"

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ؛ وقد قرئت: "لا تقدموا"؛ بفتح التاء؛ والدال؛ والمعنى: "إذا أمرتم بأمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أمرتم أن تفعلوه فيه"؛ وجاء في التفسير أن رجلا ذبح يوم الأضحى؛ قبل صلاة الأضحى؛ فتقدم قبل الوقت؛ فأعلم الله أن ذلك غير جائز؛ ففي هذا دليل أنه لا يجوز أن يؤدى فرض قبل وقته؛ ولا تطوع قبل وقته؛ مما جاءت به السنة؛ وفي هذا دليل أن تقديم الزكاة قبل وقتها لا ينبغي أن يجوز؛ فأما ما يروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسلف من العباس شيئا من الزكاة؛ فلا أعلم أن أحدا ممن أجاز تقديم الزكاة احتج إلا بهذا الحديث؛ وهذا إن صح فهو على ضربين؛ أحدهما أن يكون مخصوصا؛ والآخر أن يكون الحاجة اشتدت فوقع اضطرار إلى استسلاف الزكاة؛ والإجماع أن إعطاءها في وقتها هو الحق؛ وهو الفضل؛ إن شاء الله؛ ومن قرأ: "لا تقدموا"؛ فمعناه كمعنى لا تقدموا

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية