الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 39 ] وقوله (تعالى): يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ؛ قيل: إن هذه نزلت في المنافقين؛ فاعلموا أنكم إن كنتم صادقين؛ فإنكم قد أسلمتم؛ فلله المن عليكم؛ لإخراجه إياكم من الضلالة إلى الهدى؛ وقد قيل: إنها نزلت في غير المنافقين؛ في قوم من المسلمين؛ قالوا: آمنا؛ وهاجرنا؛ وفعلنا؛ وصنعنا؛ فمنوا على رسول الله بذلك؛ والأشبه - والله أعلم - أن يكون في قوم من المنافقين؛ وقوله - عز وجل -: وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ؛ ويقرأ: "لا يألتكم"؛ فمن قرأ: "يألتكم"؛ فدليله وما ألتناهم من عملهم من شيء ؛ ومعناه: "وما نقصناهم"؛ وكذلك "لا يألتكم": لا ينقصكم؛ ومن قرأ: لا يلتكم ؛ فهو من "لات؛ يليت"؛ يقال: "لاته؛ يليته"؛ و"ألاته؛ يليته"؛ إذا نقصه أيضا؛ والمعنى فيهما واحد؛ أعني "يألتكم"؛ و "يلتكم"؛ والقراءة: لا يلتكم ؛ أكثر؛ والأخرى - أعني "يألتكم" - جيدة بالغة؛ ودليلها في القرآن على ما وصفنا. [ ص: 40 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية