الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3662 ) فصل : وحكم المضارب حكم الوكيل ، في أنه ليس له أن يبيع بأقل من ثمن المثل ، ولا يشتري بأكثر منه ، مما لا يتغابن الناس بمثله فإن فعل ، فقد روي عن أحمد ، أن البيع يصح ، ويضمن النقص ; لأن الضرر ينجبر بضمان النقص .

                                                                                                                                            والقياس أن البيع باطل ، وهو مذهب الشافعي ; لأنه بيع لم يؤذن له فيه ، فأشبه بيع الأجنبي .

                                                                                                                                            فعلى هذا ، إن تعذر رد المبيع ، ضمن النقص أيضا ، وإن أمكن رده ، وجب رده إن كان باقيا ; أو قيمته إن كان تالفا ، ولرب المال مطالبة من شاء من العامل أو المشتري ، فإن أخذ من المشتري قيمته رجع المشتري على العامل بالثمن ، وإن رجع على العامل بقيمته رجع العامل على المشتري بها .

                                                                                                                                            ورد عليه الثمن ; لأن التلف حصل في يده . وأما ما يتغابن الناس بمثله ، فغير ممنوع منه ; لأنه لا يمكن التحرز منه ، وأما إذا اشترى بأكثر من ثمن المثل بعين المال ، فهو كالبيع . وإن اشترى في الذمة ، لزم العامل دون رب المال ، إلا أن يجيزه ، فيكون له . هذا ظاهر كلام الخرقي وقال القاضي : إن أطلق الشراء ولم يذكر رب المال ، فكذلك ، وإن صرح للبائع إنني اشتريته لفلان ، فالبيع باطل أيضا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية