الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب معجزاته صلى الله عليه وسلم في عصمته من الناس

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في كفاية الله تعالى رسوله أمر المستهزئين والكلام على قوله تبارك وتعالى : والله يعصمك من الناس

                                                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى : ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون [الأنعام 10] وقال عز وجل : ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا ، وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ، ولقد جاءك من نبإ المرسلين [الأنعام 34] وقال تبارك وتعالى : إنا كفيناك المستهزئين [الحجر 95]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم والبيهقي وصححه الضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : المستهزؤون هم الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب ، والحارث بن عيطلة السهمي ، فلما أكثروا برسول الله صلى الله عليه وسلم الاستهزاء أتاه جبريل ، فشكا إليه ، فأراه الوليد ، فأومأ جبريل إلى أكحله ، قال : «ما صنعت ؟ » قال : كفيته ثم أراه الأسود بن المطلب فأومأ إلى عينيه ، فقال : «ما صنعت ؟ » قال : كفيته ، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث ، فأومأ إلى رأسه ، فقال : «ما صنعت ؟ » قال : كفيته ، فأما الوليد ، فمر به رجل من خزاعة ، وهو يريش نبلا له ، فأصاب أكحله ، فقطعها ، وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة ، فجعل يقول : يا بني ألا تدفعون عني ؟ ! فجعلوا يقولون :

                                                                                                                                                                                                                              ما نرى شيئا ، وهو يقول : قد هلكت ، ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني ، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه ، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح ، فمات منها ، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج من فيه فمات منها ، أما العاص فركب إلى الطائف على حمار فربض على شبرقة ، فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية