الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3677 ) فصل : وليس له أن يشتري خمرا ولا خنزيرا ، سواء كانا مسلمين أو كان أحدهما مسلما والآخر ذميا ، فإن فعل ، فعليه الضمان . وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة : إن كان العامل ذميا صح شراؤه للخمر ، وبيعه إياها ; لأن الملك عنده ينتقل إلى الوكيل ، وحقوق العقد تتعلق به . وقال أبو يوسف ومحمد : يصح شراؤه إياها ; لأن الملك فيها ينتقل إلى الوكيل ، ولا يصح بيعه ; لأنه يبيع ما ليس بملك له ، ولا لموكله .

                                                                                                                                            ولنا إنه إن كان العامل مسلما فقد اشترى خمرا ، ولا يصح أن يشتري خمرا ولا يبيعه ، وإن كان ذميا ، فقد اشترى للمسلم ما لا يصح أن يملكه ابتداء ، فلا يصح ، كما لو اشترى الخنزير ، ولأن الخمر محرمة فلا يصح شراؤها له ، كالخنزير والميتة ، ولأن ما لا يجوز بيعه لا يجوز شراؤه ، كالميتة والدم . وكل ما جاز في الشركة ، جاز في المضاربة ، وما جاز في المضاربة ، جاز في الشركة ، وما منع منه في إحداهما منع منه في الأخرى ; لأن المضاربة شركة ، ومبنى كل واحدة منهما على الوكالة والأمانة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية