الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ؛ أي: عند عن الحق؛ وقوله: ألقيا ؛ الوجه عندي - والله أعلم - أن يكون أمر الملكين؛ لأن ألقيا ؛ للاثنين؛ وقال بعض النحويين: إن العرب [ ص: 46 ] تأمر الواحد بلفظ الاثنين؛ فتقول: "قوما واضربا زيدا يا رجل"؛ ورووا أن الحجاج كان يقول: "يا حرسي اضربا عنقه"؛ وقالوا: إنما قيل ذلك لأن أكثر ما يتكلم به العرب فيمن تأمره بلفظ الاثنين؛ نحو:


                                                                                                                                                                                                                                        خليلي مرا بي على أم جندب




                                                                                                                                                                                                                                        قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل



                                                                                                                                                                                                                                        وقال محمد بن يزيد: هذا فعل مثنى توكيدا؛ كأنه لما قال "ألقيا"؛ ناب عن قوله: "ألق؛ ألق"؛ وكذلك عنده "قفا"؛ معناه عنده: "قف؛ قف"؛ فناب عن فعلين؛ فبني؛ وهذا قول صالح؛ وأنا أعتقد أنه أمر الاثنين؛ والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية