الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 15 ] وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق .

                                                                                                                                                                                                                                      وما ينظر هؤلاء أي: أهل مكة : إلا صيحة واحدة أي: أخذة واحدة بعذاب [ ص: 5084 ] بئيس. يقال: صاح الزمان بهم، إذا أهلكوا. كما قال:


                                                                                                                                                                                                                                      صاح الزمان بآل برمك صيحة خروا لشدتها على الأذقان



                                                                                                                                                                                                                                      وأصله من الغارة إذا عافصت القوم فوقعت الصيحة فيهم: ما لها من فواق أي: من توقف مقدار فواق، وهو ما بين الحلبتين، أو رجوع وترداد; فإنه فيه يرجع اللبن إلى الضرع فـ: (فواق)، إما بحذف مضافين، أو مجاز مرسل بذكر الملزوم وإرادة لازمه. وقرئ بالضم، وهما لغتان. وقيل: المفتوح اسم مصدر من: (أفاق المريض)، إفاقة وفاقة، إذا رجع إلى الصحة، والمضموم اسم ساعة رجوع اللبن للضرع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية