الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 337 ] باب موت المكاتب وعجزه وموت المولى

                                                                                                        قال : ( وإذا عجز المكاتب عن نجم نظر الحاكم في حاله ، فإن كان له دين يقبضه أو مال يقدم عليه لم يعجل بتعجيزه وانتظر عليه اليومين أو الثلاثة ) نظرا للجانبين ، والثلاثة هي المدة التي ضربت لإبلاء الأعذار كإمهال الخصم للدفع والمديون للقضاء فلا يزاد عليه .

                                                                                                        قال : ( فإن لم يكن له وجه وطلب المولى تعجيزه عجزه وفسخ الكتابة ، وهذا عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله ، وقال أبو يوسف رحمه الله : لا يعجزه حتى يتوالى عليه نجمان ) لقول علي رضي الله عنه : إذا توالى على المكاتب نجمان رد في الرق علقه بهذا الشرط ; ولأنه عقد إرقاق حتى كان أحسنه مؤجله وحالة الوجوب بعد حلول نجم ، فلا بد من إمهال مدة استيسارا ، وأولى المدد ما توافق عليه العاقدان ، ولهما أن سبب الفسخ قد تحقق وهو العجز ; لأن من عجز عن أداء نجم واحد يكون أعجز عن أداء نجمين ، وهذا ; لأن مقصود المولى الوصول إلى المال عند حلول نجم ، وقد فات فيفسخ إذا لم يكن راضيا بدونه ، بخلاف اليومين والثلاثة ; لأنه لا بد منها لإمكان الأداء فلم يكن تأخيرا ، والآثار متعارضة فإن المروي عن ابن عمر رضي الله عنه : أن مكاتبة له عجزت عن أداء نجم واحد فردها فسقط الاحتجاج بها . .

                                                                                                        [ ص: 334 - 337 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 334 - 337 ] باب موت المكاتب وعجزه

                                                                                                        قوله : قال علي رضي الله عنه : إذا توالى على المكاتب نجمان ، رد في الرق ; قلت : رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه في البيوع " حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن حصين الحارثي عن علي ، قال : إذا تتابع على المكاتب نجمان فلم يؤد نجومه ، رد في الرق انتهى .

                                                                                                        ورواه البيهقي في " سننه " من حديث الحارث عن علي .

                                                                                                        قوله : روي عن ابن عمر أن مكاتبة له عجزت عن نجم ، فردها ; قلت : غريب ; [ ص: 338 ] وروى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع ، وابن أبي زائدة عن أبان بن عبد الله البجلي عن عطاء أن ابن عمر كاتب غلاما له على ألف دينار ، فأداها إلا مائة ، فرده في الرق انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية