الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتذرون أي : تتركون لهذا الغرض ما خلق لكم أي : النكاح ربكم المحسن إليكم من أزواجكم أي : وهن الإناث ، على أن "من" للبيان ، ويجوز أن تكون مبعضة ، ويكون المخلوق كذلك هو القبل.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانوا كأنهم قالوا : نحن لم نترك أزواجنا ، حملا لقوله على [ ص: 82 ] الترك أصلا ورأسا وإن كانوا قد فهموا أن مراده تركهن حال الفعل في الذكور ، قال مضربا عن مقالهم هذا المعلوم تقديره لما أرادوه به ، حيدة عن الحق ، وتماديا في الفجور : بل أنتم قوم عادون أي : تركتم الأزواج بتعدي الفعل بهن وتجاوزه إلى الفعل بالذكران ، وليس ذلك ببدع من أمركم ، فإن العدوان -الذي هو مجاوزة الحد في الشر - وصف لكم أنتم عريقون فيه ، فلذلك لا تقفون عند حد حده الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية