الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله - عز وجل -: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ وقرئت: "أو ألقي السمع"؛ ومعنى " من كان له قلب " ؛ أي: من صرف قلبه إلى التفهم؛ ألا ترى أن قوله: صم بكم عمي ؛ أنهم لم يستمعوا استماع متفهم؛ مسترشد؛ فجعلوا بمنزلة من لم يسمع؟ كما قال الشاعر: [ ص: 49 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أصم عما ساءه سميع



                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى أو ألقى السمع ؛ أي: استمع؛ ولم يشغل قلبه بغير ما يسمع؛ والعرب تقول: "ألق إلي سمعك"؛ أي: استمع مني؛ ومعنى وهو شهيد ؛ أي: وقلبه فيما يسمع؛ وجاء في التفسير أنه يعنى به أهل الكتاب؛ الذين كانت عندهم صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فالمعنى على هذا التفسير: أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ أن صفة النبي - عليه السلام - في كتابه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية