الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه في قولهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه قول جماعة من اليهود حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم عقاب الله ، وخوفهم به ، فقالوا لا تخوفنا: نحن أبناء الله وأحباؤه ، وهذا قول ابن عباس . والثاني: أن اليهود تزعم أن الله عز وجل أوحى إلى إسرائيل أن ولدك بكري من الولد ، فقالوا ، نحن أبناء الله وأحباؤه وهذا قول السدي . وقال الحسن : أنهم قالوا ذلك على معنى قرب الولد من والده ، وهو القول الثالث. وأما النصارى ، ففي قولهم لذلك قولان: أحدهما: لتأويلهم ما في الإنجيل من قوله: اذهب إلى أبي وأبيكم ، فقالوا لأجل ذلك نحن أبناء الله وأحباؤه الثاني: لأجل قولهم في المسيح: ابن الله ، وهم يرجعون إليه ، فجعلوا نفوسهم أبناء الله وأحباءه ، فرد الله منطقهم ذلك بقوله: فلم يعذبكم بذنوبكم لأن الأب لإشفاقه لا يعذب ابنه ، ولا المحب حبيبه. [ ص: 24 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية