الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أم أنا خير من هذا الذي هو مهين [52]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الفراء : هو من الاستفهام الذي جاء بأم لاتصاله بكلام قبله قال : ويجوز أن ترده على قوله "أليس لي ملك مصر" . وقد شرحناه بأكثر من هذا . وزعم الفراء : أنه أخبره بعض المشيخة أنه يقرأ ( أفلا تبصرون أما أنا خير) قال أبو جعفر : يقدره "أما" التي بمعنى "ألا" وحقا ، [ ص: 114 ] ويكون على هذا ( أفلا تبصرون ) تمام الكلام . فهذه القراءة خارجة من حجة الإجماع وكان يجب على هذا أن يكون "أما" بالألف "أنا" مبتدأ و ( خير ) خبره وكذا ( هو مهين ) . وفي معنى "مهين" قولان : قيل معناه الذي يمتهن نفسه في حاجاته ومعاشه ليس له من يكفيه . وقال الكسائي : المهين الضعيف الذليل ، وقد مهن مهانة . وهذا أولى بالصواب .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية