الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3705 ) فصل : والشروط في المضاربة تنقسم قسمين ; صحيح ، وفاسد ، فالصحيح مثل أن يشترط على العامل أن لا يسافر بالمال ، أو أن يسافر به ، أو لا يتجر إلا في بلد بعينه ، أو نوع بعينه ، أو لا يشتري إلا من رجل بعينه . فهذا كله صحيح ، سواء كان النوع مما يعم وجوده ، أو لا يعم ، والرجل ممن يكثر عنده المتاع أو يقل . وبهذا قال أبو حنيفة وقال مالك ، والشافعي : إذا شرط أن لا يشتري إلا من رجل بعينه ، أو سلعة بعينها ، أو ما لا يعم وجوده ، كالياقوت الأحمر ، والخيل البلق ، لم يصح ; لأنه يمنع مقصود المضاربة ، وهو التقليب وطلب الربح ، فلم يصح ، كما لو اشترط أن لا يبيع ويشتري إلا من فلان ، أو أن لا يبيع إلا بمثل ما اشترى به . ولنا ، أنها مضاربة خاصة ، لا تمنع الربح بالكلية ، فصحت ، كما لو شرط أن لا يتجر إلا في نوع يعم وجوده ، ولأنه عقد يصح تخصيصه بنوع ، فصح تخصيصه في رجل بعينه ، وسلعة بعينها ، كالوكالة .

                                                                                                                                            وقولهم : إنه يمنع المقصود . ممنوع ، وإنما يقلله ، وتقليله لا يمنع الصحة ، كتخصيصه بالنوع . ويفارق ما إذا شرط أن لا يبيع إلا برأس المال ، فإنه يمنع الربح بالكلية . وكذلك إذا قال : لا تبع إلا من فلان ، ولا تشتر إلا من فلان . فإنه يمنع الربح أيضا ; لأنه لا يشتري ما باعه إلا بدون ثمنه الذي باعه به . ولهذا لو قال : لا تبع إلا ممن اشتريت منه . لم يصح ; لذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية