الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإنه لعلم للساعة [61]

                                                                                                                                                                                                                                        قراءة أكثر الناس ، ويروى عن ابن عباس وأبي هريرة أنهما قرآ ( وإنه لعلم للساعة) وزعم الفراء أنهما متقاربتا المعنى . وحكي عن محمد بن يزيد أنه قال : معنى "لعلم" لذكر وتنبيه وتعريف ، ومعنى "لعلم" لدلالة وعلامة . قال أبو جعفر : فأما الضمير الذي في ( وإنه) ففي معناه قولان : مذهب ابن عباس وأبي هريرة وأبي مالك ومجاهد والضحاك أن الضمير لعيسى صلى الله عليه وسلم ، والمعنى لنزوله ، والقول الآخر ، وهو قول الحسن ، أن الضمير للقرآن أي وإن القرآن لعلم للساعة لأنه لا ينزل كتاب بعده ، والقول الأول أبين وعليه أكثر الناس وقد قيل : في هذا دليل على أنه إذا نزل عيسى [ ص: 118 ] صلى الله عليه وسلم رفعت المحنة ولم تقبل من أحد توبة . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك وهو قوله "فليكسرن" الصليب وليقتلن الخنزير وتلقي الأرض أفلاذ كبدها" . ففي هذا دليل أنه لا أحد يأخذ من أحد زكاة ، وأن المحنة قد ارتفعت وقربت الساعة ( فلا تمترن بها ) قال أبو إسحاق : أي فلا تشكوا ( واتبعون هذا صراط مستقيم ) "مستقيم" نعت لصراط ، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية