الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ في قوله تعالى: إذ قال لهم ظرف للتكذيب على أنه عبارة عن زمان مديد وقع فيه ما وقع من الجانبين إلى تمام الأمر، كما أن تكذيبهم عبارة عما صدر منهم من حين ابتداء دعوته - عليه السلام - إلى انتهائها، وزعم بعضهم أن ( إذ ) للتعليل، أي: كذبت لأجل أن قال لهم: أخوهم نوح أي: نسيبهم كما يقال: يا أخا العرب ، ويا أخا تميم، وعلى ذلك قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 107 ]

                                                                                                                                                                                                                                      لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا



                                                                                                                                                                                                                                      والضمير لقوم نوح، وقيل: هو للمرسلين، والأخوة المجانسة، وهو خلاف الظاهر ألا تتقون الله - عز وجل - حيث تعبدون غيره إني لكم رسول من الله تعالى، أرسلني لمصلحتكم أمين مشهور بالأمانة فيما بينكم، وقيل: أمين على أداء رسالته - جل شأنه - فاتقوا الله وأطيعون فيما آمركم به من التوحيد والطاعة لله تعالى، وقدم الأمر بتقوى الله تعالى على الأمر بالطاعة؛ لأن تقوى الله تعالى سبب لطاعته - عليه السلام -

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية