الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب : ثلاثة لا يعاد صاحبهن

( تنبيهان ) :

( الأول ) : ظاهر إطلاق النظم استحباب عيادة المريض ، ولو من وجع ضرس أو رمد ، أو دمل خلافا لأبي المعالي بن المنجا ، فإنه قال : لا يعادون ولا يسمون مرضى واحتج بخبر ضعيف رواه النجاد عن أبي هريرة مرفوعا { ثلاثة لا يعاد صاحبهن الرمد والضرس والدمل } قلت ، وذكره الإمام الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه الجلال السيوطي بأنه ضعيف لا موضوع .

( الثاني ) : قال في الفروع وفي نوادر ابن الصيرفي نقل عن إمامنا رضي الله عنه أنه قال له ولده : يا أبت إن جارنا فلانا مريض فما تعوده ؟ قال : يا بني ما عادنا فنعوده قال : ويشبه هذا ما نقل عنه ابناه في السلام على الحجاج .

وفي كتاب العزلة للخطابي عن الإمام مالك رضي الله عنه أنه كان يشهد الجنائز ويعود المرضى ويعطي الإخوان حقوقهم فترك واحدا واحدا حتى تركها كلها ، وكان يقول : لا يتهيأ للمرء أن يخبر بكل عذر .

وعن ابن وهب قال : لا تعد من لا يعودك ولا تشهد جنازة من لا يشهد جنازتك ولا تؤد حق من لا يؤدي حقك ، وإن عدلت عن ذلك فأبشر بالجور . قال الخطابي : يراد بهذا التأديب والتقويم دون المكافأة ، والمجازاة ، وبعض هذا مما يراض به بعض الناس والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية