الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الخبر الدال على أن العلة في صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم على القبر ، لم يكن دعاؤه وحده دون دعاء أمته

                                                                                                                          3087 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت ، وكان أكبر من زيد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وردنا البقيع ، إذا هو بقبر ، فسأل عنه ، فقالوا : فلانة ، فعرفها ، فقال : ألا آذنتموني بها ؟ قالوا : كنت قائلا صائما ، قال : فلا تفعلوا ، لا أعرفن ما مات منكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به ، فإن صلاتي عليه [ ص: 357 ] رحمة قال : ثم أتى القبر ، فصففنا خلفه ، وكبر عليه أربعا .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : قد يتوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الصلاة على القبر غير جائزة للفظة التي في خبر أبي هريرة : فإن الله ينورها عليهم رحمة بصلاتي ، واللفظة التي في خبر يزيد بن ثابت : فإن صلاتي عليهم رحمة ، وليست العلة ما يتوهم المتوهمون فيه أن إباحة هذه السنة للمصطفى صلى الله عليه وسلم خاص دون أمته ، إذ لو كان ذلك لزجرهم صلى الله عليه وسلم عن أن يصطفوا خلفه ، ويصلوا معه على القبر ، ففي ترك إنكاره صلى الله عليه وسلم على من صلى على القبر أبين البيان لمن وفقه الله للرشاد والسداد أنه فعل مباح له ولأمته معا دون أن يكون ذلك بالفعل لهم دون أمته .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية