الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6935 باب قول الله تعالى : وأمرهم شورى بينهم ، وشاورهم في الأمر وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله تعالى : فإذا عزمت فتوكل على الله

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قول الله تعالى : وأمرهم شورى بينهم الشورى على وزن فعلى المشورة ، تقول منه : شاورته في الأمر واستشرته بمعنى ، ومعنى أمرهم شورى بينهم أي : يتشاورون . قوله : وشاورهم في الأمر اختلفوا في أمر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يشاور أصحابه ، فقالت طائفة : في مكائد الحروب وعند لقاء العدو تطييبا لنفوسهم وتأليفا لهم على دينهم وليروا أنه يسمع منهم ويستعين بهم ، وإن كان الله أغناه عن رأيهم بوحيه ، روي هذا عن قتادة والربيع وابن إسحاق ، وقالت طائفة : فيما لم يأته فيه وحي ليبين لهم صواب الرأي ، وروي عن الحسن والضحاك قالا : ما أمر الله نبيه بالمشاورة لحاجته إلى رأيهم ، وإنما أراد أن يعلمهم ما في المشورة من الفضل ، وقال آخرون : إنما أمر بها مع غناه عنهم لتدبيره تعالى له وسياسته إياه ليستن به من بعده ويقتدوا به فيما ينزل بهم من النوازل ، وقال الثوري : وقد سن رسول الله - صلى [ ص: 79 ] الله تعالى عليه وسلم - الاستشارة في غير موضع ، استشار أبا بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - في أسارى بدر ، وأصحابه يوم الحديبية . قوله : " وأن المشاورة " عطف على قول الله . قوله : " قبل العزم " أي : على الشيء ، " وقبل التبين " أي : وضوح المقصود لقوله تعالى : فإذا عزمت الآية ، وجه الدلالة أنه أمر أولا بالمشاورة ، ثم رتب التوكل على العزم ، وعقبه عليه ; إذ قال : وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل وقال قتادة : أمر الله نبيه إذا عزم على أمر أن يمضي فيه ويتوكل على الله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية