الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 202 ] النوع الخامس

علم المتشابه [ اللفظي ]

وقد صنف فيه جماعة ، [ ص: 203 ] [ ص: 204 ] [ ص: 205 ] [ ص: 206 ] ونظمه السخاوي وصنف في توجيهه الكرماني في كتاب " البرهان " والرازي في كتاب " درة التأويل " وأبو جعفر بن الزبير ، وهو أبسطها في مجلدين .

[ ص: 207 ] وهو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة ، ويكثر في إيراد القصص والأنباء ، وحكمته التصرف في الكلام ، وإتيانه على ضروب ; ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك : مبتدأ به ومتكررا ، وأكثر أحكامه تثبت من وجهين ; فلهذا جاء باعتبارين .

وفيه فصول :

الفصل الأول

باعتبار الأفراد ، وهو على أقسام :

الأول : أن يكون في موضع على نظم ، وهو في آخر على عكسه .

وهو يشبه رد العجز على الصدر ، ووقع في القرآن منه كثير :

ففي " البقرة " : ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) ( الآية : 58 ) وفي " الأعراف " : ( وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا ) ( الآية : 161 ) .

وفي " البقرة " : ( والنصارى والصابئين ) ( الآية : 62 ) وفي " الحج " : ( والصابئين والنصارى ) ( الآية : 17 ) .

في " البقرة " ( الآية : 120 ) و " الأنعام " ( الآية : 71 ) : ( قل إن هدى الله هو الهدى ) وفي " آل عمران " : ( قل إن الهدى هدى الله ) ( الآية : 73 ) .

في " البقرة " ( ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ( الآية : 143 ) وفي " الحج " : ( شهيدا عليكم ) ( الآية : 78 ) .

في " البقرة " : ( وما أهل به لغير الله ) ( الآية : 173 ) وباقي القرآن : ( لغير الله به ) ( المائدة : 3 ، والأنعام : 145 ، والنحل : 115 ) .

في " البقرة " : ( لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) ( الآية : 264 ) وفي " إبراهيم " : ( مما كسبوا على شيء ) ( الآية : 18 ) .

[ ص: 208 ] في " آل عمران " : ( ولتطمئن قلوبكم به ) ( الآية : 126 ) وفي " الأنفال " : ( ولتطمئن به قلوبكم ) ( الآية : 10 ) .

في " النساء " : ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ) ( الآية : 135 ) وفي المائدة : ( كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ) ( الآية : 8 ) .

في " الأنعام " : ( لا إله إلا هو خالق كل شيء ) ( الآية : 102 ) وفي " حم المؤمن " : ( خالق كل شيء لا إله إلا هو ) ( غافر : 62 ) .

في " الأنعام " : ( نحن نرزقكم وإياهم ) ( الآية : 151 ) ، وفي " بني إسرائيل " : ( نرزقهم وإياكم ) ( الإسراء : 31 ) .

في " النحل " : ( وترى الفلك مواخر فيه ) ( الآية : 14 ) ، وفي " فاطر " : ( فيه مواخر ) ( الآية : 12 ) .

في " بني إسرائيل " : ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن ) ( الإسراء : 89 ) ، وفي " الكهف " : ( في هذا القرآن للناس ) ( الآية : 54 ) .

في " بني إسرائيل " : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) ( الإسراء : 96 ) ، وفي " العنكبوت " : ( بيني وبينكم شهيدا ) ( الآية : 52 ) .

في " المؤمنين " : ( لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل ) ( الآية : 83 ) وفي " النمل " : ( لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل ) ( الآية : 68 ) .

في " القصص " : ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) ( الآية : 20 ) ، وفي " يس " : ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) ( الآية : 20 ) .

في " آل عمران " : ( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ) ( الآية : 40 ) ، وفي " كهيعص " : ( وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ) ( مريم : 8 ) .

[ ص: 209 ] الثاني : ما يشتبه بالزيادة والنقصان

ففي " البقرة " : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) ( الآية : 6 ) وفي " يس " : ( وسواء ) ( الآية : 10 ) ، بزيادة " واو " ; لأن ما في " البقرة " جملة هي خبر عن اسم " إن " ، وما في " يس " جملة عطفت بالواو على جملة .

وفي " البقرة " : ( فأتوا بسورة من مثله ) ( الآية : 23 ) ، وفي غيرها بإسقاط : ( من ) ; لأنها للتبعيض ، ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن ، وأوله بعد " الفاتحة " حسن دخول " من " فيها ; ليعلم أن التحدي واقع على جميع القرآن من أوله إلى آخره ، بخلاف غيرها من السور ، فإنه لو دخلها " من " لكان التحدي واقعا على بعض السور دون بعض ، ولم يكن ذلك بالسهل .

في " البقرة " : ( فمن تبع هداي ) ( الآية : 38 ) ، وفي طه : ( فمن اتبع هداي ) ( الآية : 123 ) ; لأجل قوله هناك ( يتبعون الداعي ) ( طه : 108 ) .

في " البقرة " : ( يذبحون ) ( الآية : 49 ) ، بغير " واو " على أنه بدل من ( يسومونكم ) ( الأعراف : 141 ) ، ومثله في " الأعراف " : ( يقتلون ) ( الآية : 141 ) ، وفي إبراهيم : ( ويذبحون ) ( الآية : 6 ) بالواو ; لأنه من كلام موسى - عليه السلام - يعد المحن عليهم .

في " البقرة " : ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ( الآية : 57 ) ، وفي آل عمران : ( ولكن أنفسهم يظلمون ) ( الآية : 117 ) .

في " البقرة " : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا ) ( الآية : 185 ) ، ثم قال : ( فمن كان منكم مريضا ) ( البقرة : 196 ) .

في " البقرة " : ( ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) ( الآية : 271 ) ، وسائر ما في القرآن بإسقاط ( من ) ( الأنفال : 29 ، والفتح : 5 ) .

وفيها : ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ) ( البقرة : 174 ) ، وفي " آل عمران " : ( ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ) ( الآية : 77 ) .

[ ص: 210 ] قالوا : وجميع ما في القرآن من السؤال لم يقع عنه الجواب بالفاء ، إلا قوله تعالى في " طه " : ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ) ( الآية : 105 ) الآية ; لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال ، وفي " طه " كانت قبل السؤال ، وكأنه قيل : " إن سئلت عن الجواب فقل " .

في " الأعراف " : ( لقد أرسلنا نوحا ) بغير " واو " ، وليس في القرآن غيره .

في " البقرة " : ( ويكون الدين لله ) ( الآية : 193 ) ، وفي " الأنفال " : ( كله لله ) ( الآية : 39 ) .

في " آل عمران " : ( اشهدوا بأنا مسلمون ) ( الآية : 64 ) ، وفي " المائدة " : ( بأننا مسلمون ) ( الآية : 111 ) .

في " آل عمران " : ( جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير ) ( الآية : 184 ) بباء واحدة إلا في قراءة ابن عامر ، وفي " فاطر " : ( بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ) ( الآية : 25 ) بثلاث باءات .

في " آل عمران " : ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ) ( الآية : 119 ) ، وسائر ما في القرآن ( هؤلاء ) بإثبات الهاء ( النساء : 109 ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - : 38 ) .

في " النساء " : ( خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ) ( الآية : 13 ) بالواو ، وفي " براءة " : ( ذلك ) ( التوبة : 89 ) بغير واو .

في " النساء " : ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) ( الآية : 43 ) ، وفي " المائدة " بزيادة ( منه ) ( الآية : 6 ) .

في " الأنعام " : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك ) ( الآية : 50 )

[ ص: 211 ] فكرر ( لكم ) ، وقال في " هود " : ( ولا أقول إني ملك ) ( الآية : 31 ) ; لأنه تكرر ( لكم ) في قصته أربع مرات ; فاكتفى بذلك .

في " الأنعام " : ( إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) ( الآية : 117 ) ، وفي " القلم " : ( بمن ضل عن سبيله ) ( الآية : 7 ) بزيادة الباء ولفظ الماضي ، وفي " النجم " : ( هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) ( الآية : 30 ) .

في " الأنعام " : ( إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) ( الآية : 29 ) ، ليس فيها " نموت " ، وهو منفرد بذاته ، وفي سورة المؤمنين ( الآية : 37 ) بزيادة " نموت " ، وفيها أيضا : ( إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) ( الأنعام : 159 ) ليس فيها غيره .

وفيها : ( جعلكم خلائف الأرض ) ( الأنعام : 165 ) ، وفي " فاطر " : ( خلائف في الأرض ) ( الآية : 39 ) بإثبات " في " .

في " الأعراف " : ( ما منعك ألا تسجد ) ( الآية : 12 ) ، وفي " ص " : ( أن تسجد ) ( الآية : 75 ) ، وفي " الحجر " : ( ألا تكون مع الساجدين ) ( الآية : 32 ) ، فزاد ( لا ) .

في " الأعراف " : ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم ) ( الآية : 34 ) بالفاء ، وكذا حيث وقع إلا في " يونس " ( الآية : 49 ) .

في " الأعراف " : ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) ( الآية : 59 ) بغير واو ، وفي " المؤمنين ( الآية : 23 ) ، وهود ( الآية : 25 ) : ( ولقد أرسلنا ) بالواو .

في " الأعراف " : ( كذبوا من قبل ) ( الآية : 101 ) ، وفي " يونس " بزيادة : ( به ) ( الآية : 74 ) .

[ ص: 212 ] في " الأعراف " : ( يريد أن يخرجكم من أرضكم ) ( الآية : 110 ) ، وفي " الشعراء " بزيادة : ( بسحره ) ( الآية : 35 ) .

في " هود " : ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ) ( الآية : 62 ) ، وفي إبراهيم : ( وإنا لفي شك مما تدعوننا ) ( الآية : 9 ) .

في " يوسف " : ( وما أرسلنا من قبلك ) ( الآية : 109 ) ، وفي " الأنبياء " : ( وما أرسلنا قبلك ) ( الآية : 7 ) .

في " النحل " : ( فأحيا به الأرض بعد موتها ) ( الآية : 65 ) ، وفي العنكبوت : ( من بعد موتها ) ( الآية : 63 ) .

وكذلك حذف " من " من قوله : ( لكي لا يعلم بعد علم شيئا ) ( النحل : 70 ) ، وفي " الحج " : ( من بعد علم شيئا ) ( الآية : 5 ) .

في " الحج " : ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ) ( الآية : 22 ) ، وفي " السجدة " : ( منها أعيدوا فيها ) ( الآية : 20 ) .

في " النمل " : ( وألق عصاك ) ( الآية : 10 ) ، وفي " القصص " : ( وأن ألق عصاك ) ( الآية : 31 ) .

في " العنكبوت " : ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا ) ( الآية : 33 ) ، وفي " هود " : ( ولما جاءت رسلنا لوطا ) ( الآية : 77 ) بغير " أن " .

في " العنكبوت " : ( فأحيا به الأرض من بعد موتها ) ( الآية : 63 ) بزيادة : ( من ) ليس غيره .

في سورة " المؤمن " : ( إن الساعة لآتية ) ( غافر : 59 ) ، وفي " طه " : ( آتية ) ( الآية : 15 ) .

[ ص: 213 ] في " النحل " : ( والذين يدعون من دون الله ) ( الآية : 20 ) ، وفي " الأعراف " : ( من دونه ) ( الآية : 197 ) .

في " المؤمنين " : ( موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون ) ( الآيتان : 45 - 46 ) ، وفي " المؤمن " بإسقاط ذكر الأخ ( غافر : 23 - 24 ) .

ومنها في " البقرة " : ( يذبحون أبناءكم ) ( الآية : 49 ) ، وفي سورة " إبراهيم " : ( ويذبحون ) ( الآية : 6 ) بالواو ، ووجهه أنه في سورة " إبراهيم " تقدم : ( وذكرهم بأيام الله ) ( الآية : 5 ) ، وهي أوقات عقوبات إلى أن قال : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) ، واللائق أن يعدد امتحانهم تعديدا يؤذن بصدق الجمع عليه لتكثير المنة ؛ ولذلك أتى بالعاطف ; ليؤذن بأن إسامتهم العذاب مغاير لتذبيح الأبناء وسبي النساء ، وهو ما كانوا عليه من التسخير بخلاف المذكور في " البقرة " ; فإن ما بعد : ( يسومونكم ) تفسير له ، فلم يعطف عليه ، ولأجل مطابقة السابق جاء في " الأعراف " : ( يقتلون أبناءكم ) ( الآية : 141 ) ليطابق : ( سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ) ( الأعراف : 127 ) .

الثالث : بالتقديم والتأخير

وهو قريب من الأول ، ومنه في " البقرة " : ( يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ) ( الآية : 129 ) ، مؤخر ، وما سواه : ( ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( الآية : 2 ) .

ومنه تقديم اللعب على اللهو في موضعين من سورة " الأنعام " ( الآية : 32 ) ، وكذلك في القتال والحديد .

وقدم اللهو على اللعب في " الأعراف " ( الآية : 51 ) ، و " العنكبوت " ، وإنما قدم اللعب في الأكثر ; لأن اللعب زمان الصبا ، واللهو زمان الشباب ، وزمان الصبا متقدم على زمان اللهو .

[ ص: 214 ] تنبيه :

ما ذكره في " الحديد " : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ) ( الآية : 20 ) ، أي : كلعب الصبيان ، ( ولهو ) أي : كلهو الشباب ، ( وزينة ) أي : كزينة النساء ، ( وتفاخر ) أي : كتفاخر الإخوان ، ( وتكاثر ) كتكاثر السلطان .

وقريب منه في تقديم اللعب على اللهو قوله : ( وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ) ( الأنبياء : 16 و 17 ) .

وقدم اللهو في " الأعراف " ; لأن ذلك يوم القيامة ، فذكر على ترتيب ما انقضى ، وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالين .

وأما " العنكبوت " فالمراد بذكرهما زمان الدنيا ، وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) ( العنكبوت : 64 ) ; أي : الحياة التي لا أبد لها ولا نهاية لأبدها ، فبدأ بذكر اللهو ; لأنه في زمان الشباب ، وهو أكثر من زمان اللعب ، وهو زمان الصبا .

ومنه تقديم لفظ الضرر على النفع في الأكثر ; لأن العابد يعبد معبوده خوفا من عقابه أولا ، ثم طمعا في ثوابه .

وحيث تقدم النفع على الضر فلتقدم ما يتضمن النفع ; وذلك في سبعة مواضع : ثلاثة منها بلفظ الاسم ; وهي في " الأعراف " ( الآية : 188 ) ، و " الرعد " ( الآية : 16 ) ، و " سبأ " ( الآية : 42 ) ، وأربعة بلفظ الفعل ; وهي في " الأنعام " : ( ما لا ينفعنا ولا يضرنا ) ( الآية : 71 ) ، وفي آخر " يونس " : ( ما لا ينفعك ولا يضرك ) ( الآية : 106 ) ، وفي " الأنبياء " : ( ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ) ( الآية : 66 ) ، وفي " الفرقان " : ( ما لا ينفعهم ولا يضرهم ) ( الآية : 55 ) .

أما في " الأعراف " فلتقدم قوله : ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل ) ( الآية : 178 ) ، فقدم الهداية على الضلال ، وبعد ذلك : ( لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) ( الآية : 188 ) ، [ ص: 215 ] فقدم الخير على السوء ، فكذلك قدم النفع على الضر .

أما في " الرعد " فلتقدم الطوع في قوله : ( طوعا أو كرها ) ( الآية : 15 ) .

وأما في " سبأ " فلتقدم البسط في قوله : ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) ( الآية : 36 ) .

وفي " يونس " قدم الضر على الأصل ولموافقة ما قبلها ; فإن فيها : ( ما لا يضرهم ولا ينفعهم ) ( الآية : 18 ) ، وفيها : ( وإذا مس الإنسان الضر ) ( الآية : 12 ) ، فتكون الآية ثلاث مرات .

وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن نفعا .

أما " الأنعام " ففيها : ( ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ) ( الآية : 70 ) ، ثم وصله بقوله : ( قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ) ( الآية : 71 ) .

وفي " يونس " تقدم قوله : ( ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين ) ( الآية : 103 ) ، ثم قال : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ) ( الآية : 106 ) .

وفي " الأنبياء " تقدم قول الكفار لإبراهيم في " المجادلة " : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ) ( الآيتان : 65 - 66 ) .

وفي " الفرقان " تقدم : ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ) ( الآية : 45 ) ، نعما جمة في الآيات ، ثم قال : ( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ) ( الآية : 55 ) .

فتأمل هذه المواضع المطردة التي هي أعظم اتساقا من العقود .

ومن أمثلته قوله تعالى : ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ) ( البقرة : 48 ) ، ثم قال سبحانه بعد مائة وثلاثين آية في السورة : ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ) ( الآية : 123 ) الآية .

[ ص: 216 ] وفيها سؤالان :

أحدهما : أنه سبحانه في الأولى قدم نفي قبول الشفاعة على أخذ العدل ، وفي الثاني قدم نفي قبول العدل على الشفاعة .

السؤال الثاني : أنه - سبحانه وتعالى - قال في الأولى : ( ولا يقبل منها شفاعة ) ( البقرة : 48 ) ، وفي الثانية : ( ولا تنفعها شفاعة ) ( البقرة : 123 ) ، فغاير بين اللفظين ، فهل ذلك لمعنى يترتب عليه ، أو من باب التوسع في الكلام ، والتنقل من أسلوب إلى آخر كما جرت عادة العرب ؟ .

والجواب : أن القرآن الحكيم ، وإن اشتمل على النقل من أسلوب إلى آخر ، لكنه يشتمل مع ذلك على فائدة وحكمة ، قال الله تعالى : ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ( هود : 1 ) ، ولم يقل : " من رحمن ولا رحيم " ; للتنصيص على أنه لا بد من الحكمة ، وهاتان الآيتان كلاهما في حق بني إسرائيل ، وكانوا يقولون : إنهم أبناء الأنبياء ، وأبناء أبنائهم ، وسيشفع لنا آباؤنا . فأعلمهم الله أنه لا تنفعهم الشفاعة ولا تجزي نفس عن نفس شيئا .

وتعلق بهذه الآية المعتزلة على نفي الشفاعة كما ذكره الزمخشري ; وأجاب عنها أهل السنة بأجوبة كثيرة ليس هذا محلها .

وذكر الله في الآيتين النفس متكررة ، ثم أتى بضمير يحتمل رجوعه إلى الأولى أو إلى الثانية ، وإن كانت القاعدة عود الضمير إلى الأقرب ; ولكن قد يعود إلى غيره ، كقوله تعالى : ( وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ) ( الفتح : 9 ) ، فالضمير في التعزير والتوقير [ ص: 217 ] راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي التسبيح عائد إلى الله تعالى ، وهو متقدم على ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعاد الضمير على غير الأقرب .

إذا علمت ذلك ، فقوله في الأولى : ( ولا يقبل منها شفاعة ) ( البقرة : 48 ) الضمير راجع إلى النفس الأولى ، وهي الشفاعة لغيرها .

فلما كان المراد في هذه الآية ذكر الشفاعة للمشفوع له أخبر أن الشفاعة غير مقبولة للمشفوع احتقارا له ، وعدم الاحتفاء به ، وهذا الخبر يكون باعثا للسامع في ترك الشفاعة ، إذا علم أن المشفوع عنده لا يقبل شفاعته ، فيكون التقدير على هذا التفسير : ( لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ) ( البقرة : 48 ) ، " ولو شفعت " يعني : وهم لا يشفعون ، فيكون ذلك مؤيسا لهم فيما زعموا أن آباءهم الأنبياء ينفعونهم من غير عمل منهم .

وقوله : ( ولا يؤخذ منها عدل ) ( البقرة : 48 ) إن جعلنا الضمير في : ( منها ) راجعا إلى الشافع أيضا فقد جرت العادة أن الشافع إذا أراد أن يدفع إلى المشفوع عنده شيئا ليكون مؤكدا لقبول شفاعته ، فمن هذا قدم ذكر الشفاعة على دفع العدل ، وإن جعلنا الضمير راجعا إلى المشفوع فيه فهو أحرى بالتأخير ; ليكون الشافع قد أخبره بأن شفاعته قد قبلت ، فتقديم العدل ليكون ذلك مؤسسا لحصول مقصود الشفاعة ، وهو ثمرتها للمشفوع فيه .

وأما الآية الثانية ، فالضمير في قوله : ( منها عدل ) راجع إلى النفس الثانية ، وهي النفس التي هي صاحبة الجريمة ، فلا يقبل منها عدل ; لأن العادة أن بذل العدل من صاحب الجريمة يكون مقدما على الشفاعة فيه ; ليكون ذلك أبلغ في تحصيل مقصوده ، فناسب ذلك تقديم العدل الذي هو الفدية من المشفوع له على الشفاعة .

ففي هذه الآية بيان أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها ، ولا تنفعها شفاعة شافع فيها ، وقدم بذل العدل للحاجة إلى الشفاعة عند من طلب ذلك منه ، ولهذا قال في الأولى : ( ولا يقبل منها شفاعة ) ( البقرة : 48 ) ، وفي الثانية : ( ولا تنفعها شفاعة ) ( البقرة : 123 ) ; [ ص: 218 ] لأن الشفاعة إنما تقبل من الشفاع ، وإنما تنفع المشفوع له .

وقال الراغب : " إنما كرر : ( لا ) فيها على سبيل الإنذار بالواعظ ; إذا وعظ لأمر ، فإنه يكرر اللفظ لأجله تعظيما للآمر ، قال : وأما تغييره النظم ، فلما كان قبول العدل وأخذه وقبول الشفاعة ونفعها متلازمة لم يكن بين اتفاق هذه العبارات واختلافها فرق في المعنى " .

وقال الإمام فخر الدين : " لما كان الناس متفاوتين ; فمنهم من يختار أن يشفع فيه مقدما على العدل الذي يخرجه ، ومنهم من يختار العدل مقدما على الشفاعة ، ذكر - سبحانه وتعالى - القسمين ; فقدم الشفاعة باعتبار طائفة ، وقدم العدل باعتبار أخرى .

قال بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى : الظاهر أنه - سبحانه وتعالى - إنما نفى قبول الشفاعة لا نفعها ، ونفى أصل العدل الذي هو الفداء ، وبدأ بالشفاعة لتيسيرها على الطالب أكثر من تحصيل العدل الذي هو الفداء ، على ما هو المعروف في دار الدنيا ، وفي الآية الثانية أنه لما تقرر زيادة تأكيدها بدأ فيها بالأعظم الذي هو الخلاص بالعدل ، وثنى بنفع الشفاعة فقال : ( ولا تنفعها شفاعة ) ( البقرة : 123 ) ، ولم يقل : " لا تقبل منها شفاعة " وإن كان نفي الشفاعة يستلزم نفي قبولها ; لأن الشفاعة تكون نافعة غير مقبولة ، وتنفع لأغراض : من وعد بخير ، وإبدال المشفوع بغيره ، فنفي النفع أعم ، فلم يكن بين نفي القبول ونفي النفع بالشفاعة تلازم ، كما ادعاه الراغب . وكان التقدير بالفداء الذي هو نفي قبول العدل ونفي نفع الشفاعة شيئين مؤكدين لاستقرار ذلك في الآية الثانية .

ومما يدل على أن نفي الشفاعة أمر زائد نفي قبولها أنه سبحانه لما أخبر عن [ ص: 219 ] المشركين أخبر بنفي النفع لا بنفي القبول ، فقال : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) ( المدثر : 48 ) ، وقال : ( ولا تنفع الشفاعة عنده ) ( سبأ : 23 ) الآية .

وفي الحديث الصحيح أنهم قالوا : يا رسول الله ، هل نفعت عمك أبا طالب ؟ فقال : وجدته فنقلته إلى ضحضاح من النار ، مع علمهم أنه لا يشفع فيه .

فإن قيل : فقد قال في آخر السورة : ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) ( البقرة : 254 ) فنفى الشفاعة ولم ينف نفعها .

قيل : من باب زيادة التأكيد أيضا ; فإنه سبحانه ذكر في هذه الآية الأسباب المنجية في الدنيا ونفاها هناك ، وهي : إما البيع الذي يتوصل به الإنسان إلى المقاصد ، أو الخلة التي هي كمال المحبة ، وبدأ بنفي المحبة ; لأنه أعم وقوعا من الصداقة والمخالة ، وثنى بنفي الخلة التي هي سبب لنيل الأغراض في الدنيا أيضا ، وذكر ثالثا نفي الشفاعة أصلا ، وهي أبلغ من نفي قبولها ، فعاد الأمر إلى تكرار الجمل في الآيات ; ليفيد قوة الدلالة .

الرابع : بالتعريف والتنكير

كقوله في " البقرة " : ( ويقتلون النبيين بغير الحق ) ( الآية : 61 ) ، وفي " آل عمران " : ( بغير حق ) ( الآية : 112 ) .

وقوله في " البقرة " : ( هذا بلدا آمنا ) ( الآية : 126 ) ، وفي سورة " إبراهيم " : ( هذا البلد آمنا ) ( الآية : 35 ) ; لأنه للإشارة إلى قوله : ( بواد غير ذي زرع ) ( إبراهيم : 37 ) ، ويكون : ( بلدا ) هنا هو المفعول الثاني ، و ( آمنا ) صفته ، وفي " إبراهيم " ( البلد ) مفعول أول و ( آمنا ) الثاني .

وقوله في " آل عمران " : ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) ( الآية : 126 ) ، وفي " الأنفال " : ( إن الله عزيز حكيم ) ( الآية : 10 ) .

وقوله في " حم السجدة " : ( فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) ( فصلت : 36 ) ، وفي [ ص: 220 ] " الأعراف " ( إنه سميع عليم ) ( الآية : 200 ) ; لأنها في " حم " مؤكدة بالتكرار بقوله : ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ) ( فصلت : 35 ) فبالغ بالتعريف ، وليس هذا في سورة " الأعراف " ، فجاء على الأصل : المخبر عنه معرفة ، والخبر نكرة .

الخامس : بالجمع والإفراد

كقوله في سورة " البقرة " : ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) ( الآية : 80 ) ، وفي " آل عمران " : ( معدودات ) ( الآية : 24 ) ; لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث ، نحو : ( سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ) ( الغاشية : 13 - 16 ) ، فجاء في " البقرة " على الأصل ، وفي " آل عمران " على الفرع .

السادس : إبدال حرف بحرف غيره

كقوله تعالى في " البقرة " : ( اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا ) ( الآية : 35 ) بالواو ، وفي " الأعراف " : ( فكلا ) ( الآية : 19 ) بالفاء ، وحكمه أن : ( اسكن ) في " البقرة " من السكون الذي هو الإقامة ، فلم يصلح إلا بالواو ، ولو جاءت الفاء لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة ، والذي في " الأعراف " من المسكن ؛ وهو اتخاذ الموضع سكنا ، فكانت الفاء أولى ; لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمنا متجددا ، وزاد في " البقرة " : ( رغدا ) لما في الخبر تعظيما بقوله : ( وقلنا ) بخلاف سورة " الأعراف " ، فإن فيها : ( قال ) ، وذهب قوم إلى أن ما في " الأعراف " خطاب لهما قبل الدخول ، وما في " البقرة " بعد الدخول .

ومنه قوله تعالى في " البقرة " : ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا ) ( الآية : 85 ) بالفاء ، وفي " الأعراف " ( الآية : 161 ) بالواو .

في " البقرة " : ( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ) ( الآية : 120 ) ، ثم قال بعد ذلك : ( من بعد ما جاءك ) ( الآية : 145 ) .

[ ص: 221 ] في " البقرة " : ( فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ) ( الآية : 86 ) ، وفي غيرها ( ولا هم ينظرون ) ( آل عمران : 88 ) .

في " البقرة " : ( وما أنزل إلينا ) ( الآية : 136 ) ، وفي " آل عمران " : ( علينا ) ( الآية : 84 ) .

في " الأنعام " : ( قل سيروا في الأرض ثم انظروا ) ( الآية : 11 ) ، وفي غيرها : ( قل سيروا في الأرض فانظروا ) ( النمل : 69 ) .

في " الأعراف " : ( وما كان جواب قومه ) ( الآية : 82 ) بالواو ، وفي غيرها بالفاء .

في " الأعراف " : ( آمنتم به ) ( الآية : 123 ) ، وفي الباقي : ( آمنتم له ) ( طه : 71 ) .

في سورة " الرعد " : ( كل يجري لأجل مسمى ) ( الآية : 2 ) ، وفي سورة " لقمان " : ( إلى أجل مسمى ) ( الآية : 29 ) لا ثاني له .

في " الكهف " : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ) ( الآية : 57 ) ، وفي " السجدة " : ( ثم أعرض عنها ) ( الآية : 22 ) .

في " طه " : ( أفلم يهد لهم ) ( الآية : 128 ) بالفاء ، وفي " السجدة " : ( أولم يهد لهم ) ( الآية : 26 ) .

في " القصص " : ( وما أوتيتم من شيء ) ( الآية : 60 ) ، وفي " الشورى " : ( فما أوتيتم ) ( الآية : 36 ) بالفاء .

في " الطور " : ( وأقبل بعضهم على بعض ) ( الآية : 25 ) و ( واصبر لحكم ربك ) ( الآية : 48 ) بالواو فيهما ، وفي " الصافات " : ( فأقبل بعضهم على بعض ) ( الآية : 50 ) ، وفي القلم : ( فاصبر لحكم ربك ) ( الآية : 48 ) بالفاء فيهما كما [ ص: 222 ] أن : ( وبئس القرار ) ( إبراهيم : 29 ) و ( ويذبحون ) ( إبراهيم : 6 ) بالواو فيهما في إبراهيم .

في " الأعراف " : ( سقناه لبلد ميت ) ( الآية : 57 ) ، وفي " فاطر " : ( إلى بلد ) ( الآية : 9 ) .

السابع : إبدال كلمة بأخرى

في " البقرة " : ( ما ألفينا عليه آباءنا ) ( الآية : 170 ) ، وفي " لقمان " : ( وجدنا ) ( الآية : 21 ) .

في " البقرة " : ( فانفجرت ) ( الآية : 60 ) ، وفي " الأعراف " : ( فانبجست ) ( الآية : 160 ) .

في " البقرة " : ( فأزلهما الشيطان ) ( الآية : 36 ) ، وفي " الأعراف " : ( فوسوس لهما الشيطان ) ( الآية : 20 ) .

في " آل عمران " : ( قالت رب أنى يكون لي ولد ) ( الآية : 47 ) ، وفي " مريم " : ( قالت أنى يكون لي غلام ) ( الآية : 20 ) ; لأنه تقدم ذكره في قوله : ( لأهب لك غلاما زكيا ) ( الآية : 19 ) .

في " النساء " : ( إن تبدوا خيرا أو تخفوه ) ( الآية : 149 ) ، وفي " الأحزاب " : ( شيئا أو تخفوه ) ( الآية : 54 ) .

في " الأنعام " : ( يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ) ( الآية : 95 ) ، والثاني : ( يخرج ) بالفعل ( يونس : 31 ) .

في " الكهف " : ( ولئن رددت إلى ربي ) ( الآية : 36 ) ، وفي " حم السجدة " : ( ولئن رجعت ) ( فصلت : 50 ) .

في " طه " : ( فلما أتاها ) ( الآية : 11 ) ، وفي " النمل " : ( فلما جاءها ) ( الآية : 8 ) .

[ ص: 223 ] في " طه " : ( وسلك لكم فيها سبلا ) ( الآية : 53 ) ، وفي " الزخرف " : ( وجعل لكم فيها سبلا ) ( الآية : 10 ) .

في " الأنبياء " : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) ( الآية : 2 ) ، وفي " الشعراء " : ( من الرحمن ) ( الآية : 5 ) .

في " النمل " : ( ويوم ينفخ في الصور ففزع ) ( الآية : 87 ) ، وفي " الزمر " : ( فصعق ) ( الآية : 68 ) .

في " الأحزاب " : في أولها : ( بما تعملون خبيرا ) ( الآية : 2 ) وفيها : ( بما تعملون بصيرا ) ( الآية : 9 ) بعد : ( وجنودا لم تروها ) ( الآية : 9 ) .

( عذابا أليما ) ( الآية : 8 ) بعد : ( ليسأل الصادقين ) ( الآية : 8 ) و ( عذابا مهينا ) ( الآية : 57 ) بعد : ( يؤذون الله ورسوله ) ( الآية : 57 ) ( أجرا كريما ) ( الآية : 44 ) بعد : ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) ( الآية : 44 ) و ( رزقا كريما ) ( الآية : 31 ) بعد : ( نؤتها أجرها مرتين ) ( الآية : 31 ) .

( سنة الله في الذين خلوا من قبل ) موضعان في " الأحزاب " ( الآيتان : 38 و 62 ) ، وفي سورة " غافر " : ( سنة الله التي قد خلت ) ( الآية : 85 ) .

وفي " البقرة " : ( وهدى وبشرى للمؤمنين ) ( الآية : 97 ) ، وفي " النحل " : ( للمسلمين ) في موضعين ( الآيتان : 89 و 102 ) .

في " المائدة " : ( قل هل أنبئكم ) ( الآية : 60 ) ، وبالنون في " الكهف " ( الآية : 103 ) .

الثامن : الإدغام وتركه .

في " النساء " ( الآية : 115 ) و " الأنفال " ( الآية : 13 ) : ( ومن يشاقق ) ، وفي " الحشر " ( الآية : 4 ) بالإدغام .

في " الأنعام " : ( لعلهم يتضرعون ) ( الآية : 42 ) ، وفي " الأعراف " : ( يضرعون ) ( الآية : 94 ) بالإدغام .

التالي السابق


الخدمات العلمية