الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب : في طلب الدعاء من المريض ، وأنه مجاب الدعوة .

( تتمة ) روى ابن ماجه ، ورواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك ، فإن دعاءه كدعاء [ ص: 13 ] الملائكة } وفي رواية { سلوه الدعاء ، فإن دعاءه كدعاء الملائكة } . قال في الفروع رواه ابن ماجه وغيره من رواية ميمون بن مهران عن عمر رضي الله عنه ولم يدركه قال : ومن العجب قول بعض الشافعية : إن سنده ضعيف ، وتقليد بعض الحنفية له واستحبه الآجري وغيره ، وقال الإمام أحمد رضي الله عنه : الأمراض تمحص الذنوب ، وقال لمريض تماثل يهنيك الطهور .

وروى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور } . وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المرضى ، والكفارات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ } ذكرهما الحافظ المنذري بصيغة التمريض إشارة لضعفهما والله أعلم .

وفي الفروع روى جماعة في ترجمة موسى بن عمير ، وهو كذاب عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله مرفوعا : { داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وأعدوا للبلاء الدعاء } ، وجماعة من أصحابنا وغيرهم يفعلون هذا ، وهو حسن ومعناه صحيح انتهى . قلت : أخرجه الطبراني بلفظ { حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء } ، وكذا أبو نعيم من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ { حرزوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل : ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه } ، وله شواهد عند البيهقي ، وقال : إنها منكرة ، وعند الطبراني وأبي الشيخ مرفوعا { ما عولج مريض بدواء أفضل من الصدقة } وأخرجه الديلمي أيضا والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية