الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6952 باب قول الله تعالى : وكان الله سميعا بصيرا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قول الله تعالى : وكان الله سميعا بصيرا غرضه من هذا الرد على المعتزلة حيث قالوا : إنه سميع بلا سمع ، وعلى من قال : معنى السميع العالم بالمسموعات لا غير ، وقولهم هذا يوجب مساواته تعالى للأعمى والأصم الذي يعلم أن السماء خضراء ولا يراها وأن في العالم أصواتا ولا يسمعها ، وفساده ظاهر ، فوجب كونه سميعا بصيرا مفيدا أمرا زائدا على ما يفيد كونه [ ص: 92 ] عالما ، وقال البيهقي : السميع من له سمع يدرك به المسموعات والبصير من له بصر يدرك به المرئيات ، قيل : كيف يتصور السمع له ، وهو عبارة عن وصول الهواء المتموج إلى العصب المفروش في مقعر الصماخ ، وأجيب بأنه ليس السمع ذلك ، بل هو حالة يخلقها الله في الحي ، نعم جرت سنة الله تعالى أنه لا يخلقه عادة إلا عند وصول الهواء إليه ، ولا ملازمة عقلا بينهما ، والله تعالى يسمع المسموع بدون هذه الوسائط العادية ، كما أنه يرى بدون المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوه من الأمور التي لا يحصل الإبصار بها عادة إلا بها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية