الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء فيمن سأل الشهادة

                                                                                                          1653 حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي حدثنا القاسم بن كثير المصري حدثنا عبد الرحمن بن شريح أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة من قلبه صادقا بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه قال أبو عيسى حديث سهل بن حنيف حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح وقد رواه عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن شريح وعبد الرحمن بن شريح يكنى أبا شريح وهو إسكندراني وفي الباب عن معاذ بن جبل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا القاسم بن كثير ) بن النعمان الإسكندري أبو العباس القاضي صدوق من العاشرة ( حدثنا عبد الرحمن بن شريح ) بن عبد الله المعافري أبو شريح الإسكندراني ثقة فاضل لم يصب ابن سعد في تضعيفه من السابعة ( أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ) الأنصاري المدني نزيل مصر ثقة من الخامسة مات بالإسكندرية ( يحدث عن أبيه ) أي أبي أمامة بن سهل بن حنيف واسمه أسعد وقيل : سعد معروف بكنيته معدود في الصحابة له رؤية ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ( عن جده ) أي سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري الأوسي صحابي من أهل بدر ، واستخلفه علي على البصرة ومات في خلافته .

                                                                                                          قوله : ( من سأل الله الشهادة ) أي الموت شهيدا ( بلغه ) بتشديد اللام أي أوصله ( الله منازل الشهداء ) مجازاة له على صدق طلبه ( وإن مات على فراشه ) بكسر أوله ، أي ولو مات غير شهيد فهو في حكم الشهداء وله ثوابهم . قال المناوي : لأن كلا منهما نوى خيرا وفعل مقدوره فاستويا في أصل الأجر انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم .

                                                                                                          قوله : ( وقد رواه عبد الله بن صالح ) بن محمد بن مسلم الجهني أبو صالح المصري كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة من العاشرة . قاله في التقريب : وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح وغيره . وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه بواسطة الحسن بن علي الخلال .

                                                                                                          [ ص: 242 ] قوله : ( وفي الباب عن معاذ بن جبل ) قد أخرج الترمذي حديثه في هذا الباب فلعله أشار إلى ما روى أبو داود عنه مرفوعا : من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد الحديث .




                                                                                                          الخدمات العلمية