الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6974 [ ص: 103 ] باب قول الله تعالى: هو الله الخالق البارئ

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في قول الله - عز وجل - إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "هو الخالق البارئ المصور" كذا وقع في رواية الأكثرين، والتلاوة هو الله الخالق البارئ وثبت كذلك في بعض النسخ من رواية كريمة، وقال شيخ شيخي الطيبي: قيل: إن الألفاظ الثلاثة مترادفة، وهو وهم، فإن الخالق من الخلق، وأصله التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع، وهو إيجاد الشيء على غير مثال، كقوله: خلق السماوات والأرض وعلى التكوين كقوله: خلق الإنسان من نطفة والبارئ من البرء، وأصله خلوص الشيء عن غيره إما على سبيل التفصي منه كقولهم: برئ فلان من مرضه والمديون من دينه، وإما على سبيل الإنشاء ومنه: برأ الله النسمة، وقيل: البارئ الخالق البريء من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام، والمصور مبدع صور المخترعات ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة، والثلاثة من صفات الفعل، إلا إذا أريد بالخالق المقدر فيكون من صفات الذات; لأن مرجع التقدير إلى الإرادة، والخلق في حق غير الله يقع بمعنى التقدير وبمعنى الكذب، والبارئ خص بوصف الله تعالى، والبرية الخلق، قيل: أصله الهمزة فهو من برأ، وقيل: أصله البري من بريت العود، وقيل: البرية من البرى بالقصر، وهو التراب، ويحتمل أن يكون معناه موجد الخلق من البرى، وهو التراب، والمصور معناه المهيئ، قال تعالى: هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء والصورة في الأصل ما يتميز به الشيء عن غيره.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية