الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1792 [ ص: 7 ] 30

                                                                                                                                                                                                                              كتاب الصوم

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 8 ] [ ص: 9 ] 30 - كتاب الصوم

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هو في اللغة: الإمساك. قال ابن سيده : الصوم ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام، صام صوما وصياما واصطام، ورجل صائم وصوم من قوم صوام وصيام وصيم قلبوا (الواو) لقربها من الطرف، وصيم عن سيبويه كسروا لمكان الياء، وصيام وصيامى الأخيرة نادرة، وصوم وهو اسم الجميع، وقيل: هو جمع صائم .

                                                                                                                                                                                                                              وفي "الجامع" أصله القيام بإمساك ما، فالصائم مقيم على الإمساك عن الطعام والشراب، ونساء صوم. وفي "الصحاح": رجل صومان .

                                                                                                                                                                                                                              وهو في الشرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص مع النية، بشرائط مخصوصة .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن علي أنه لما صلى الفجر قال: الآن حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 10 ] وعن ابن مسعود نحوه .

                                                                                                                                                                                                                              وقال مسروق : لم يكونوا يعدون الفجر الذي يملأ البيوت والطرق، وهذا قول الأعمش .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عساكر : قام الإجماع على أن الخيط الأبيض هو الصباح وأن السحور لا يكون إلا قبل الفجر، ولم يخالف فيه إلا الأعمش، ولم يعرج أحد على قوله لشذوذه.

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قال: أحيل الصوم على ثلاثة أحوال: صيام ثلاثة أيام لما قدم المدينة، ثم صوم رمضان، ومن لم يصم أطعم مسكينا، ثم نزلت فمن شهد منكم الشهر فليصمه [البقرة: 185] الآية، فكانت الرخصة للمريض والمسافر .

                                                                                                                                                                                                                              وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ -ولم يسمع منه - قال:

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 11 ] أحيل الصيام ثلاثة أحوال، وذلك أن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما قدم المدينة جعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء، فصام سبعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى شهر رمضان.

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال: "إن الله تعالى أنزل عليكم: كتب عليكم الصيام كما كتب .. الآية [البقرة: 183] .

                                                                                                                                                                                                                              قلت: الذي عليه المؤرخون أن فريضة رمضان إنما نزلت في شهر شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة، وأغرب البغوي فقال: يقال: نزلت قبل بدر بشهر وأيام .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية