الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أوفوا الكيل أي: أتموه ولا تكونوا من المخسرين أي: حقوق الناس بالتطفيف، ولعل المبالغة المستفادة من التركيب متوجهة إلى النهي، أو أنه لا يعتبر المفهوم لنحو ما قيل في قوله تعالى: لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة وأيا ما كان ففي النهي المذكور تأكيد للأمر السابق عليه وزنوا الموزونات بالقسطاس المستقيم أي: بالميزان السوي، وقيل: القسطاس القبان، وروي ذلك عن الحسن ، وهو عند بعض معرب رومي الأصل ومعناه العدل، وروي ذلك عن مجاهد ، وعند آخرين عربي، فقيل: هو من القسط ووزنه فعلاع بتكرير العين شذوذا؛ إذ هي لا تكرر وحدها مع الفصل باللام، وقيل: من قسطس وهو رباعي ووزنه فعلال، والمراد الأمر بوفاء الوزن وإتمامه، والنهي عن النقص دون النهي عن الزيادة، والظاهر أنه لم ينه عنها ولم يؤمر بها في الكيل والوزن، وكأن ذلك دليل على أن من فعلها فقد أحسن ومن لم يفعلها فلا عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن معنى وزنوا إلخ: وعدلوا أموركم كلها بميزان العدل الذي جعله الله تعالى لعباده، والظاهر إذ عادل سبحانه به أوفوا الكيل ما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أكثر السبعة «بالقسطاس» بضم القاف

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية