الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1660 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14128أبو عمار حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال nindex.php?page=hadith&LINKID=663954سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل قال nindex.php?page=treesubj&link=30483_32223_7862_19865رجل يجاهد في سبيل الله قالوا ثم من قال ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي ربه ويدع الناس من شره قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
[ ص: 246 ]
[ ص: 246 ] قوله : ( أي الناس أفضل ؟ ) قال القاضي : هذا عام مخصوص وتقديره : هذا من أفضل الناس ، وإلا فالعلماء أفضل وكذا الصديقون كما جاءت به الأحاديث ( رجل ) وفي رواية الشيخين : مؤمن بدل رجل ، قال الحافظ : وكان المراد بالمؤمن من قام بما تعين عليه القيام به ثم حصل هذه الفضيلة ، وليس المراد من اقتصر على الجهاد وأهمل الواجبات العينية ، وحينئذ يظهر nindex.php?page=treesubj&link=7862فضل المجاهد لما فيه من بذل نفسه وماله لله تعالى ، ولما فيه من النفع المتعدي ، وإنما كان المؤمن المعتزل يتلوه في الفضيلة لأن الذي يخالط الناس لا يسلم من ارتكاب الآثام فقد لا يفي هذا بهذا وهو مقيد بوقوع الفتن انتهى ( يجاهد في سبيل الله ) زاد الشيخان : بنفسه وماله ( ثم مؤمن ) وفي رواية لمسلم : ثم رجل معتزل ( في شعب من الشعاب ) قال النووي : الشعب مثالا لأنه خال عن الناس غالبا .
قال الحافظ : وفي الحديث فضل الانفراد لما فيه من السلامة من الغيبة واللغو ونحو ذلك ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=27350اعتزال الناس أصلا فقال الجمهور : محل ذلك عند وقوع الفتن كما سيأتي بسطه في الفتن ، ويؤيد ذلك رواية بعجة بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : يأتي nindex.php?page=hadith&LINKID=876366على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة من أخذ بعنان فرسه في سبيل الله يطلب الموت في مظانه ، ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير . أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد الليثي عن بعجة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : إنما وردت هذه الأحاديث بذكر الشعب والجبل ؛ لأن ذلك في الأغلب يكون خاليا من الناس ، فكل موضع يبعد عن الناس فهو داخل في هذا المعنى انتهى ( يتقي ربه ) أي يخافه فيما أمر ونهى ( ويدع ) أي يترك ( الناس من شره ) فلا يخاصمهم ولا ينازعهم في شيء .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه [ ص: 247 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بإسناد على شرطهما ولفظه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=876367عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال : الذي يجاهد بنفسه وماله ، ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب وقد كفى الناس شره . كذا في الترغيب .