الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب : في كراهة استطباب أهل الذمة وحكاية المقداد بن الأسود مع اليهودي : ومكروه استطبابهم لا ضرورة وما ركبوه من دواء موصد ، ( ومكروه استطبابهم ) أي طلب كون أحد من أهل الذمة طبيبا واتخاذ أحدهم طبيبا ; لعدم الثقة بأقوالهم وأفعالهم وافتقاد النصيحة من نسائهم ورجالهم .

قال السلطان العادل محمد بن أيوب في درر الآداب يقال : إن المقداد بن الأسود الكندي جمعته الطريق مع رجل يهودي ، وهو راكب ، واليهودي راجل ، فلما وصلا إلى باب المدينة مسك المقداد اليهودي ، وقال له : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما صحب مسلم يهوديا ولا عامله إلا غشه } وأنت قد سايرتني إلى باب هذه المدينة فبم غششتني ؟ فقال له اليهودي : الغش يكون في المعاملة ، أو في الأكل أو الشرب ، فشدد عليه المقداد ، وأنه لا يخليه [ ص: 20 ] دون أن يقول له فلما ضايقه وألح عليه قال له : تؤمنني على نفسي وأصدقك ؟ قال : نعم قال اليهودي : صدق والله نبيك إنه لما أعياني الأمر في غشك ، ولم أقدر على مكروه أوصله إليك كنت أمشي على ظلك الممتد على وجه الأرض وأثقل عليه فمن كانت هذه مثابتهم فينا وسيرتهم في أذيتنا ، فهل يسوغ لعاقل أن يسلم إليهم بدنه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية