الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1802 [ ص: 72 ] 6 - باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية

                                                                                                                                                                                                                              وقالت عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يبعثون على قدر نياتهم ". .

                                                                                                                                                                                                                              1901 - حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". [انظر: 35 - مسلم: 759، 760 - فتح: 4 \ 115]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة، وقد سلف في الإيمان . ومعنى: "إيمانا": تصديقا بالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه، ومعنى: " احتسابا ": يحتسب ثوابه على الله تعالى، وينوي بصيامه وجهه، ولا يتبرم بزمانه حرا وطولا.

                                                                                                                                                                                                                              والحديث دال على أن الأعمال لا تزكو ولا تتقبل إلا مع الاحتساب وصدق النيات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات "

                                                                                                                                                                                                                              وهو راد لقول زفر : إن رمضان يجزئ من غير نية، ثم هي مبيتة عند الجمهور، خلافا لأبي حنيفة والأوزاعي وإسحاق حيث قالوا: يجزئ قبل الزوال. ولا سلف لهم فيه والنية إنما ينبغي أن تكون مقدمة قبل العمل، وحقيقة التبييت لغة يقتضي جزءا من الليل، وروى هذا

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 73 ] ابن عمر وحفصة وعائشة ، ولا مخالف لهم.

                                                                                                                                                                                                                              وعند أبي حنيفة : لو صام رمضان بنية النفل أجزأه ، وكذا إن أطلق يجزئه عنه، مسافرا كان أو حاضرا، قال: فإن نوى النذر أو الكفارة أجزأه عن رمضان إن كان حاضرا، وعن نذره إن كان مسافرا. والمراد هنا بالذنوب: ما عدا التبعات، والفضل واسع.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية