الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ( 102 ) )

يقول عز ذكره : أفظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح ، أن يتخذوا عبادي الذين عبدوهم من دون الله أولياء ، يقول كلا بل هم لهم أعداء .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله ( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ) قال : يعني من يعبد المسيح ابن مريم والملائكة ، وهم عباد الله ، ولم يكونوا للكفار أولياء .

وبهذه القراءة ، أعني بكسر السين من ( أفحسب ) بمعنى الظن قرأت هذا الحرف قراء الأمصار وروي عن علي بن [ ص: 125 ] أبي طالب رضي الله عنه وعكرمة ومجاهد أنهم قرءوا ذلك ( أفحسب الذين كفروا ) بتسكين السين ، ورفع الحرف بعدها ، بمعنى : أفحسبهم ذلك : أي أفكفاهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء من عباداتي وموالاتي .

كما حدثت عن إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة ( أفحسب الذين كفروا ) قال : أفحسبهم ذلك ، والقراءة التي نقرؤها هي القراءة التي عليها قراء الأمصار ( أفحسب الذين ) بكسر السين ، بمعنى أفظن ، لإجماع الحجة من القراء عليها .

وقوله ( إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) يقول : أعددنا لمن كفر بالله جهنم منزلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية