الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        وإن منهم لفريقا يعني المحرفين ككعب ومالك وحيي بن أخطب. يلوون ألسنتهم بالكتاب يفتلونها بقراءته فيميلونها عن المنزل إلى المحرف، أو يعطفونها بشبه الكتاب. وقرئ «يلون» على قلب الواو المضمومة همزة ثم تخفيفها بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها. لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب الضمير للمحرف المدلول عليه بقوله يلوون. وقرئ «ليحسبوه» بالياء والضمير أيضا للمسلمين.

                                                                                                                                                                                                                                        ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله تأكيد لقوله: وما هو من الكتاب وتشنيع عليهم وبيان لأنهم [ ص: 25 ] يزعمون ذلك تصريحا لا تعريضا، أي ليس هو نازلا من عنده. وهذا لا يقتضي أن لا يكون فعل العبد فعل الله تعالى. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون تأكيد وتسجيل عليهم بالكذب على الله والتعمد فيه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية