الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق آية 21

                                          [3332] حدثنا أبو الزبير الحسن بن علي بن مسلم النيسابوري، نزيل مكة ، حدثني أبو حفص يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاري، ثنا محمد بن حمزة ، حدثني أبو الحسن ، مولى لبني أسد ، عن مكحول ، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح ، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال : [ ص: 621 ] "رجل قتل نبيا، أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس إلى قوله: وما لهم من ناصرين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة رجل وسبعون رجلا من بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم، فهم الذين ذكر الله عز وجل".

                                          قوله تعالى: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس


                                          [3333] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، قال قتادة قوله: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس قال: هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكرونهم بالله، فيقتلونهم.

                                          [3334] حدثنا الحجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس حدثني عن معقل بن أبي مسكين قال: كان النبي من بني إسرائيل يأتيه الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكرون قومهم ولم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون، فيقوم رجال ممن اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون، فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس، قال أبو محمد : وروي عن الحسن قال: هم الكفار الذين كانوا يعبدون الأصنام، كانوا يقتلون النبيين الذين يأمرون بالقسط من الناس.

                                          وفيه وجه آخر:

                                          [3335] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: سمعت سفيان يقول: الذين أمروا بالقسط من الناس قال: هم خلفاء الأنبياء.

                                          قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم

                                          [3336] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل ، حدثني أبي عمرو بن الضحاك ، ثنا أبي، ثنا شبيب بن بشر ، أنبأ عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله: " عذاب أليم " قال: أليم: قال: كل شيء وجع.

                                          [ ص: 622 ] حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السعدي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس قوله: فبشرهم بعذاب أليم قال: الأليم الموجع، قال أبو محمد : وروي عن أبي مالك ، نحو ذلك.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية