الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        عندها جنة المأوى ؛ جاء في التفسير أنها جنة تصير إليها أرواح الشهداء؛ فلما قص هذه الأقاصيص؛ وأعلم - عز وجل - كيف قصه جبريل؛ وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتيه ذلك من عند الله الذي ليس كمثله شيء؛ قيل لهم: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ؛ كأن المعنى - والله أعلم -: "أخبرونا عن هذه الآلهة التي لكم تعبدونها من دون الله - عز وجل -؛ هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة - جل وعز - شيء"؛ وجاء في التفسير أن اللات صنم كان لثقيف يعبدونه؛ وأن العزى سمرة؛ وهي شجرة كانت لغطفان يعبدونها؛ وأن مناة صخرة كانت لهذيل؛ وخزاعة؛ يعبدونها من دون الله؛ فقيل لهم: أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها؛ وتعبدون معها الملائكة؛ تزعمون أن الملائكة؛ وهذه بنات الله؛ فوبخهم الله؛ فقال: أرأيتم هذه الإناث؛ ألله هي وأنتم تختارون الذكران؟ وذلك قوله: ألكم الذكر وله الأنثى ؛ [ ص: 73 ] ومن قرأ: "أفرأيتم اللات والعزى" ؛ بتشديد التاء؛ فزعموا أن رجلا كان يلت السويق؛ ويبيعه عند ذلك الصنم؛ فسمي الصنم "اللات"؛ بتشديد التاء؛ والأكثر "اللات"؛ بتخفيف التاء؛ وكان الكسائي يقف عليها بالهاء؛ يقول: "اللاه"؛ وهذا قياس؛ والأجود في هذا اتباع المصحف؛ والوقف عليها بالتاء؛ وقرئت: "عندها جنه المهوى"؛ بالهاء؛ والأجود جنة المأوى ؛ لأنه جاء في التفسير - كما ذكرنا - أنه يحل فيها أرواح الشهداء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية