الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: تلك إذا قسمة ضيزى ؛ أي: جعلكم لله البنات ولكم البنين؛ و"الضيزى"؛ في كلام العرب: الناقصة؛ الجائرة؛ يقال: "ضازه؛ يضيزه"؛ إذا نقصه حقه؛ ويقال: "ضأزه؛ يضأزه"؛ بالهمز؛ وأجمع النحويون أن أصل "ضيزى": "ضوزى"؛ وحجتهم أنها نقلت من "فعلى"؛ إلى "فعلى"؛ من "ضوزى"؛ إلى "ضيزى"؛ لتسلم الياء؛ كما قالوا: "أبيض" و"بيض"؛ وأصله: "بوض"؛ فنقلت الضمة إلى الكسرة؛ وقرأت على بعض العلماء باللغة في "ضيزى"؛ لغات; يقال: "ضيزى"؛ و"ضوزى"؛ و"ضؤزى"؛ و"ضأزى"؛ على "فعلى"؛ مفتوحة; ولا يجوز في القرآن إلا "ضيزى"؛ بياء غير مهموزة; وإنما لم يقل النحويون: إنها على أصلها؛ لأنهم لا يعرفون في الكلام "فعلى"؛ صفة؛ إنما يعرفون الصفات على "فعلى"؛ بالفتح؛ نحو "سكرى"؛ و"غضبى"؛ أو بالضم؛ نحو: "حبلى؛ وفضلى"؛ وكذلك قالوا: "مشية حيكى"؛ وهي مشية يحيك فيها صاحبها؛ يقال: "حاك؛ يحيك"؛ إذا تبختر؛ فـ "حيكى"؛ عندهم "فعلى"؛ أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية