الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه أمر بأن يعيد التصريح بأنه يعبد الله وحده تأكيدا لقوله قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين لأهميته ، وإن كان مفاد الجملتين واحدا لأنهما معا تفيدان أنه لا يعبد إلا الله تعالى باعتبار تقييد أعبد الله الأول بقيد مخلصا له الدين وباعتبار تقديم المفعول على " أعبد " الثاني فتأكد معنى التوحيد مرتين ليتقرر ثلاث مرات ، وتمهيدا لقوله فاعبدوا ما شئتم من دونه وهو المقصود .

والفاء في قوله " فاعبدوا " إلخ ؛ لتفريع الكلام الذي بعدها على الكلام قبلها فهو تفريع ذكري .

والأمر في قوله فاعبدوا ما شئتم من دونه مستعمل في معنى التخلية ، ويعبر عنه بالتسوية . والمقصود : التسوية في ذلك عند المتكلم ؛ فتكون التسوية كناية عن قلة الاكتراث بفعل المخاطب ، أي : أن ذلك لا يضرني كقوله في سورة الكهف فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أي : اعبدوا أي شيء شئتم عبادته من دون الله . وجعلت الصلة هنا فعل المشيئة إيماء إلى أن رائدهم في تعيين معبوداتهم هو مجرد المشيئة والهوى بلا دليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية