الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا

                                                                                                                                                                                                                                        إنهم كانوا لا يرجون حسابا بيان لما وافقه هذا الجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                        وكذبوا بآياتنا كذابا تكذيبا وفعال بمعنى تفعيل مطرد شائع في كلام الفصحاء. وقرئ بالتخفيف وهو بمعنى الكذب كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                        فصدقتها وكذبتها ... والمرء ينفعه كذابه



                                                                                                                                                                                                                                        وإنما أقيم مقام التكذيب للدلالة على أنهم كذبوا في تكذيبهم، أو المكاذبة فإنهم كانوا عند المسلمين كاذبين وكان المسلمون كاذبين عندهم فكان بينهم مكاذبة، أو كانوا مبالغين في الكذب مبالغة المغالبين فيه، وعلى المعنيين يجوز أن يكون حالا بمعنى كاذبين أو مكاذبين، ويؤيده أنه قرئ «كذابا» وهو جمع كاذب، ويجوز أن يكون للمبالغة فيكون صفة للمصدر أي تكذيبا مفرطا كذبه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية