الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم أبو بكر وأصحابه رضي الله عنهم الذين قاتلوا معه أهل الردة ، قاله: علي ، والحسن ، وابن جريج ، والضحاك. والثاني: أنهم قوم أبي موسى الأشعري من أهل اليمن لأنه كان لهم في نصرة الإسلام أثر حسن ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية إليه أومأ إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان في يده وقال: (هم قوم هذا ). قاله مجاهد وشريح . أذلة على المؤمنين يعني أهل رقة عليهم. أعزة على الكافرين يعني أهل غلظة عليهم ، يحكى ذلك عن علي ، وابن عباس . وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: أذلة على المؤمنين غلظ على الكافرين قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية ، وفي هذه الآية قولان: أحدهما: أنها نزلت في عبد الله بن سلام ومن أسلم معه من أصحابه حين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظهره اليهود من عداوتهم لهم ، قاله الكلبي . [ ص: 49 ] والثاني: أنها نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلف اليهود وقال: أتولى الله ورسوله. وفي قوله تعالى: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قولان: أحدهما: أنه علي ، تصدق وهو راكع ، قاله مجاهد . والثاني: أنها عامة في جميع المؤمنين ، قاله الحسن ، والسدي . وفي قوله: وهم راكعون ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم. والثاني: أنها نزلت فيهم وهم في ركوعهم. والثالث: أنه أراد بالركوع التنفل ، وبإقامة الصلاة الفرض من قولهم فلان يركع إذا انتفل بالصلاة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية