الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنـزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ؛ في هذا يبين حجة على اليهود؛ والنصارى؛ جميعا؛ لأن اليهود تدعي أن إبراهيم كان يهوديا؛ والنصارى تدعي أنه كان نصرانيا؛ وتدفع اليهود عن دعواهم؛ وليس يدفعون اسم صفته أنه كان مسلما؛ وأنه لم يكن اسمه يهوديا؛ ولا نصرانيا؛ ولا مشركا؛ والتوراة؛ والإنجيل أنزلا من بعده; وليس فيهما اسمه بواحد من أديان اليهود؛ والنصارى؛ والمشركين؛ واسم الإسلام له في كل الكتب; فدفع بعضهم بعضا أن يكون مسمى بالأسماء التي هي غير الإسلام؛ دليل بين [ ص: 427 ] على نقض قولهم؛ وبرهان بين في تبرئة إبراهيم من سائر الأديان إلا دين الإسلام؛ ومعنى حنيفا مسلما معنى " الحنف " ؛ في اللغة: إقبال صدور القدمين؛ كل واحدة على أختها؛ إقبالا يكون خلقة؛ لا رجوع فيه أبدا؛ فمعنى الحنيفية في الإسلام: الميل إليه؛ والإقامة على ذلك العقد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية