الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الخامس : خطاب الجنس ، نحو : ياأيها الناس ( البقرة : 21 ) فإن المراد جنس الناس لا كل فرد ، وإلا فمعلوم أن غير المكلف لم يدخل تحت هذا الخطاب ، وهذا يغلب في خطاب أهل مكة كما سبق ، ورجح الأصوليون دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخطاب بـ ( ياأيها الناس ) .

وفي القرآن سورتان أولهما : ياأيها الناس إحداهما في النصف الأول وهي السورة الرابعة منه ، وهي سورة النساء ، والثانية في النصف الثاني منه ، وهي سورة الحج ، والأولى تشتمل على شرح المبدأ ، والثانية تشتمل على شرح المعاد ، فتأمل هذا الترتيب ما أوقعه في البلاغة !

قال الراغب : و ( الناس ) قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم ( الناس ) تجوزا ، وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية ، وهو وجود الفضل والذكر وسائر القوى المختصة به ، فإن كل شيء عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه ، كاليد فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها ، فإطلاق اليد عليها كإطلاقه على يد السرير ، ومثله بقوله - تعالى - : [ ص: 357 ] آمنوا كما آمن الناس ( البقرة : 13 ) أي كما يفعل من يوجد فيه معنى الإنسانية ، ولم يقصد بالإنسان عينا واحدا ، بل قصد المعنى ، وكذلك قوله : أم يحسدون الناس ( النساء : 54 ) أي من وجد فيهم معنى الإنسانية ، أي إنسان كان .

قال : وربما قصد به النوع من حيث هو . كقوله - تعالى - : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ( البقرة : 251 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية