الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5160 ] القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 14، 15] فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق .

                                                                                                                                                                                                                                      فادعوا الله مخلصين له الدين أي: فاعبدوه مخلصين له الدين ، عن شوب الشرك.

                                                                                                                                                                                                                                      ولو كره الكافرون أي: غاظهم ذلك: رفيع الدرجات أي: رفيع درجات عرشه؛ كقوله: ذي المعارج وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش. وهي دليل على عزته وملكوته، أو هو عبارة عن رفعة شأنه، وعلو سلطانه، وكمالاته، غير المتناهية: ذو العرش يلقي الروح أي: الوحي والعلم اللدني الذي تحيا به القلوب الميتة: من أمره على من يشاء من عباده أي: أهل عنايته الأزلية، واختصاصه للرسالة والنبوة: لينذر يوم التلاق أي: يوم القيامة الكبرى، الذي يتلاقى فيه العبد بربه ليحاسبه على أعماله، أو العباد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية