الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الفتيا على الدابة عند الجمرة

                                                                                                                                                                                                        1649 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه فقال رجل لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح قال اذبح ولا حرج فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب الفتيا على الدابة عند الجمرة هذه الترجمة تقدمت في كتاب العلم لكن بلفظ " باب الفتيا وهو واقف على الدابة أو غيرها " ثم قال بعد أبواب كثيرة " باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار " وأورد في كل من الترجمتين حديث عبد الله بن عمرو المذكور في هذا الباب ، ومثل هذا لا يقع له إلا نادرا ، وقد اعترض عليه الإسماعيلي بأنه ليس في شيء من الروايات عن مالك أنه كان على دابة ، بل في رواية يحيى القطان عنه أنه جلس في حجة الوداع فقام رجل ، ثم قال الإسماعيلي : فإن ثبت في شيء من الطرق أنه كان على دابة فيحمل قوله " جلس " على أنه ركبها وجلس عليها ، قلت : وهذا هو المتعين ، فقد أورد هو رواية صالح بن كيسان بلفظ " وقف على راحلته " وهي بمعنى جلس ، والدابة تطلق على المركوب من ناقة وفرس وبغل وحمار ، فإذا ثبت في الراحلة كان الحكم في البقية كذلك . ثم قال الإسماعيلي : [ ص: 666 ] إن صالح بن كيسان تفرد بقوله " وقف على راحلته " وليس كما قال ، فقد ذكر ذلك أيضا يونس عند مسلم ، ومعمر عند أحمد ، والنسائي كلاهما عن الزهري ، وقد أشار المصنف إلى ذلك بقوله " تابعه معمر " أي في قوله " وقف على راحلته " ثم أورد المصنف حديث عبد الله بن عمرو وهو ابن العاصي كما في الطريق الثانية ، بخلاف ما وقع في بعض نسخ العمدة وشرح عليه ابن دقيق العيد ومن تبعه على أنه ابن عمر بضم العين أي ابن الخطاب ، وأورده المصنف من أربعة طرق عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، وطلحة هو ابن عبيد الله أحد العشرة عن عبد الله ، ولم أره من حديثه إلا بهذا الإسناد ، وقد اختلف أصحاب الزهري عليه في سياقه ، وأتمهم عنه سياقا صالح بن كيسان وهي الطريق الثالثة ، ولم يسق المصنف لفظها ، وهي عند أحمد في مسنده عن يعقوب وفيه زيادة على سياق ابن جريج ، ومالك ، وقد تابعه يونس ، عن الزهري عند مسلم بزيادة أيضا سنبينها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مالك ، عن ابن شهاب ) كذا في : " الموطأ " ، وعند النسائي من طريق يحيى وهو القطان ، عن مالك " حدثني الزهري " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عيسى ) في رواية صالح " حدثني عيسى " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبد الله ) في رواية صالح " أنه سمع عبد الله " ، وفي رواية ابن جريج وهي الثانية " إن عبد الله حدثه " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية