الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال عفريت أي: خبيث مارد من الجن بيان له، إذ يقال للرجل الخبيث المنكر الذي يعفر أقرانه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو حيوة «عفريت» بفتح العين، وقرأ أبو رجاء وأبو السمال وعيسى - ورويت عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه -: «عفرية» بكسر العين وسكون الفاء وكسر الراء بعدها ياء مفتوحة بعدها تاء التأنيث، وقال ذو الرمة :


                                                                                                                                                                                                                                      كأنه كوكب في إثر عفرية مصوب في سواد الليل منقضب



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأت فرقة «عفر» بلا ياء ولا تاء، ويقال في لغة طيئ وتميم: (عفراة) بألف بعدها تاء التأنيث، وفيه لغة سادسة عفارية.

                                                                                                                                                                                                                                      وتاء (عفريت) زائدة للمبالغة في المشهور، وفي النهاية: الياء في عفرية وعفارية للإلحاق بشرذمة وعذافرة، والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في (عفريت) للإلحاق بقنديل اهـ.

                                                                                                                                                                                                                                      واسم هذا العفريت - على ما أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - صخر.

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن شعيب الجبائي أن اسمه كوزن.

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يزيد بن رومان أن اسمه كوزى، وقيل: اسمه ذكوان.

                                                                                                                                                                                                                                      أنا آتيك به أي بعرشها، وآتي يحتمل أن يكون مضارعا وأن يكون اسم فاعل. قيل: وهو الأنسب بمقام ادعاء الإتيان به في المدة المذكورة في قوله تعالى: قبل أن تقوم من مقامك أي: من مجلسك الذي تجلس فيه للحكومة، وكان - عليه السلام - يجلس من الصبح إلى الظهر في كل يوم، قاله قتادة ، ومجاهد ، ووهب ، وزهير بن محمد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: أي قبل أن تستوي من جلوسك قائما وإني عليه لقوي لا يثقل علي حمله.

                                                                                                                                                                                                                                      والقوة صفة تصدر عنها الأفعال الشاقة، ويطيق بها من قامت [ ص: 203 ] به لتحمل الأجرام العظيمة، ولذا اختير (قوي) على (قادر) هنا، وظاهر كلام بعضهم أن في الكلام حذفا، فمنهم من قال: أي على حمله، ومنهم قال: أي على الإتيان به، ورجح الثاني بالتبادر؛ نظرا إلى أول الكلام، والأول بأنه أنسب بقوله: (لقوي).

                                                                                                                                                                                                                                      أمين لا أقتطع منه شيئا ولا أبدله

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية